.. أيام كان البرلمان!

تم نشره الثلاثاء 08 أيّار / مايو 2012 03:30 صباحاً
.. أيام كان البرلمان!
طارق مصاروة

.. على سيرة الانتخابات النيابية، والقتل، والاعتقالات، تحضرنا أيام أواخر الأربعينيات ومطالع الخمسينيات في عاصمة بني أميّة. .. كنّا طلاباً في الثانوية، وكنّا نقرزم الشعر والمبادئ الحزبية، ونحب النساء – النسخ عن الممثلة الأميركية السويدية انغريد برغمان. لكننا في غمرة كل ذلك كنا نعشق حضور جلسات البرلمان ومتابعة عصام المحايري، وخالد العظم، ومحمد المبارك، ومصطفى السباعي وأكرم الحوراني أبو جهاد فقد كانوا فرسان الحياة البرلمانية. التي لا تخلو اخبارها من طرائف!. ونذكر أن قصيدة خبز وقمر وحشيش لنزار قباني كانت قد أثارت عاصفة طالب فيها نواب الاخوان بعزل الموظف الصغير في الخارجية لأنه «مسَّ الدين»، وحدث بعد أيام أن قام بائع الاسطوانات المقابل لمدخل البرلمان باطلاق أغنية «يا عوازل فلفلوا» من مكبر الصوت لدى صعود الأستاذ مبارك.. فقامت القيامة على نزار، وعلى الأغاني الخليعة التي تبثها الإذاعة «وبعض الأمكنة»!!. لقد كانت انتخابات تشرين 1954 آخر انتخابات ديمقراطية حقيقية، ومنها صار البرلمان لا يغري أحداً بحضور جلساته، وصار للحياة طعم الدم في الفم، والرعب، وزنازين المزه ومخفر الشيخ حسن وتدمر.. وصار للتقدمية وسائل متقدمة منها اذابة الناس بالاسيد، أو صب أجسادهم مع «الباطون» لدى توسعة السجون والمعسكرات!!. وتحوّلت الحياة الحزبية، خارج اطار السحق بالبساطير، سيركاً عناوينه جلادو المكتب الثاني، وألف جهاز مخابرات!!. كيف يجري نظام العائلة انتخابات في الوقت الذي يتدخل العالم بمراقبيه بين الشعب الغاضب والسلطة القمعية؟!. وأي نواب ستفرز درعا وريف دمشق وحماة وحمص وإدلب وجسر الشغور ودير الزور وحلب؟ وكيف سيتعامل اتحاد البرلمانات العربيّة والدوليّة مع هذا الجسم الملطخ بالدم؟!. لا أحد يعرف!. نسمع عن «المواقحة» في كل كتب التاريخ قديمه وحديثه، نسمع عن فصائل الديكتاتوريات بشعوبها وتزييف إرادتها، واصطناع برلماناتها وحكوماتها وأحزابها، ولكن هذا النمط من القتل والانتخاب، من السجون وغرف الاقتراع، من المرشحين والشهداء من برلمان فارس الخوري إلى برلمان عبدالحميد السراج، والزعبي الذي يجلس على كرسي الرئاسة، أو على كرسي الانتحار... فعالم اخوتنا في الشمال عالم عجيب لا يستدعي غير دموع الدم!!.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات