نحتاج إلى شراكتهم لكي نضمن مشاركتهم!

تم نشره الثلاثاء 08 أيّار / مايو 2012 03:32 صباحاً
نحتاج إلى شراكتهم لكي نضمن مشاركتهم!
حسين الرواشدة

لكي يندمج الناس في مشروع الاصلاح يُفترض أن يشاركوا فيه، لكن حين يتم «تصميم» هياكل الاصلاح بغير منطق الشراكة سيشعر الكثيرون أنهم خارج اللعبة وسيحجمون بالتالي عن النزول إلى الميدان مكتفين بالجلوس على مقاعد المتفرجين.

من المفارقات أننا في خضم حديثنا الطويل عن الاصلاح، لم ننتبه إلى أن الذين كلفوا بصياغة «نسخته» المطلوبة كانوا في الأغلب من لون سياسي واحد، فيما غابت المعارضة ومعها «دعاة الاصلاح» الذين نزلوا للشارع من أي قائمة اسند اليها القيام بهذه المهمات.

خذ مثلاً، لجنة التعديلات الدستورية، وخذ ايضاً الحكومات الاربع التي توالت في «عام الاصلاح» ، ستجد أن جميع المكلفين من خارج الفريق الذي ما زال واقفاً في الشارع ومطالباً بمزيد من الاصلاحات، وهذه – بالطبع – مفارقة، فبينما يجري تسويق «مشروع» الاصلاح في محاولة لاقناع الناس بأنهم جميعاً شركاء فيه، يفاجأون بأن مضامينه ما زالت دون المطلوب، وبأن الأشخاص الذين انتدبوا لصياغته واعداد «نسخه» والاشراف على تنفيذه ينتمون في الغالب الى لون سياسي واحد، وبأنهم بالتالي «غائبون» او «مغّيبون» ولا علاقة لهم به، الاّ أن حضورهم في النهاية مطلوب.

كنت اتصور أننا اسقطنا في «مرحلة الاصلاح» افكاراً كثيرة: فكرة الاقصاء وفكرة التجاهل وفكرة الوصاية، لكن يبدو أننا لم نفعل ذلك، فما زلنا محكومين للأسف لمنطق الحذف والاعتماد على أهل الثقة فقط، أما الاخرون الذين نعتقد – للأسف – أنهم «يلعبون» في الشارع فلا نصيب لهم ولا اعتبار، وكأنهم مجرد «ارقام» صماء خارج الحسبة.. والمشكلة أننا نطالبهم فيما بعد بالمشاركة في العملية السياسية والتماهي فيها، وكأنهم جزء منها، فيما الحقيقة أننا تعمدنا «اعداد» المائدة بعيداً عنهم، ووضعنا ما عليها من أصناف لا تتناسب مع «أذواقهم».. المسالة – بالطبع – لا تتعلق «بأشخاص»، فالجميع «خير وبركة» لكن الدخول في عملية الاصلاح، يفترض أن يخضع لمنطق المشاركة التمثيلية ومنطق التوافق الوطني، بمعنى أن يشارك الجميع من مختلف الألوان والتيارات السياسية في «الاعداد» لكي نضمن مشاركتهم في «النتائج»، ويشاركوا في «تهيئة» التربة لتضمن شراكتهم في الحصاد.. هذا ما كان يفترض أن ينطبق على كل اللجان والهيئات وحتى الحكومات التي «ولدت» في المرحلة «الانتقالية».. لكن ما حصل كان بعكس هذا الاتجاه، حيث أبقينا من في الشارع مكانهم ولم ننجح بدفعهم الى «الطاولة» فيما منحنا غيرهم فرصة النهوض بعملية الاصلاح.

لكي ننجح في اخراج «عملية» الاصلاح من «أزمتها» ومخاضاتها الطويلة، لا بدّ أن نتوافق على «الفكرة» ونؤمن بها جميعاً، ثم لا بدّ أن يشارك الجميع في «اعدادها» وبناء الأعمدة التي تقوم عليها، سواء أكانت تتعلق بمداميك «التشريعات» أم «المقررات» أم الاجراءات التنفيذية والادارية، ومن دون ذلك فإن «شهية» البعض ستظل مفقودة للمشاركة في أي مرحلة نشعر فيها بالحاجة، بل والضرورة – لمشاركتهم، وهذا اسوأ ما يمكن أن نصل اليه إذا قدّر لمشروع الاصلاح أن يتحرك باتجاه «المحطة» التي نريد أن يصل اليها...



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات