الربيع العربي في نظر المحللين

تم نشره الأحد 27 أيّار / مايو 2012 12:50 صباحاً
الربيع العربي في نظر المحللين
فهد الفانك

أصبح الربيع العربي موضوعأً عالمياً يتناوله بالدراسة الباحثون والمحللون ، عرباً وأجانب ، باعتباره واحداً من أهم أحداث هذا العصر ، خاصة وانه يتناول منطقة تشكل قلب العالم ، وتؤثر فيه أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، فهنا البترول ، وإسرائيل ، والموقع الجغرافي الاستراتيجي.

يختلف الباحثون في النظر إلى الربيع العربي ، فيرى فيه البعض مفاجأة لم تخطر على بال ، بدلالة أن أحدأً لم يتنبأً او يتوقع هذا الحدث. ويرى فيه البعض الآخر تحصيل حاصل ، بعد أن توفرت الأسباب والمؤشرات ليراها كل من له عينان للنظر.

وهناك اتفاق على أن الربيع العربي يمثل حتى الآن ثورات لم تكتمل ولم تتبلور ، بل وقفت عند نقطة تحول مصيرية لم يتم البت بها ، فهل سيأتي الربيع العربي بالديمقراطية شأن شعوب العالم المتقدم ، أم أنه سيقع في أيدي قوى رجعية وسلفية منظمة قادرة على ركوب الموجة وجني ثمارها باستغلال الدين ، وإقامة أنظمة قمعية قد تكون أسوأ من الأنظمة الساقطة.

حتى تاريخه تمكن الربيع العربي من إسقاط أربعة أنظمة حكم هي على التوالي تونس ومصر وليبيا واليمن ، وهو يقابل بمقاومة عنيفة في نظام آخر هو سوريا. وفي جميع الحالات فإن الوضع سائل وقابل للتغيير وإعادة التشكيل حسب قوى داخلية وخارجية.

يتفـق معظم الباحثين على الأسباب والظروف التي أنتجت الربيع العربي ، فهناك مرارة الشعوب من الأنظمة الأمنية والقمعية ، وهي جمهوريات شكلاً وملكيات وراثية فعلاً ، والحكم فيها محصور في العائلة أو الطائفة.

وهناك بروز دور الشباب في الحركات الثورية ، وامتناع الإسلاميين مبدئياً عن المشاركة فيها إلا بعد رسوخها ، وتأثير وسائل الاتصال الاجتماعي والإلكتروني ، وأهمية القضية الفلسطينية التي خلقت جرحاً عميقاً في النفس العربية تشعر العربي بالمهانة والعجز ، وتدعوه للتمرد على الواقع.

مشكلة الربيع العربي أنه تعبير عفوي عن الغضب الشعبي ، وليس وراءه تنظيم معين وقيادة معروفة وبرنامج محدد ، ولذلك يسهل إزاحة الثوار عن المواقع التي اقتحموها وليس من المستبعد تحويلهم إلى ضحايا.

حتى الآن فقدت بلدان الربيع العربي أمنها الداخلي ، واستقرارها السياسي والاجتماعي ، وتلقت ضربة موجعة في اقتصادها ، ويؤمل أن تأتي النتائج الإيجابية بشكل يبرر الثمن الباهظ الذي ُدفع وما زال يدفع حتى إشعار آخر. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات