ما قاله الوزير المعايطة تقوله الأغلبية!

المشكلة أن حزب الاخوان المسلمين (جبهة العمل الإسلامي) وحتى الجماعة التي لم تعد تكتفي بالاختباء وراء الحزب بل حولت الجمعية التي تفتقد الى الترخيص في العمل السياسي الى ثكنة للمعارضة يجري تسليحها بكل انواع الدفع في وجه كل خطوة اصلاح..وبدأت بيانات توزع من الاخوان المسلمين عبر تسميات عديدة من الحزب وتنسيقات عديدة بمسميات مختلفة وملفات جديدة ومنها ما سمي بالملف الوطني في الحزب تستنكر وجود أي اصلاح وتستكثر من اي أحد أن يتحدث عن الاصلاح أو أن يقول انه تم انجاز خطوات فيه..
ومع مين وقعت يا وزير الاعلام والاتصال؟ لقد أخرجوك من دائرة التفكير والدور والعمل وكأنك كفرت حين قلت اننا نملك ارادة الاصلاح وأننا قد أنجزنا وما زلنا..
لقد استمرت قراءة (ولا تقربوا الصلاة..) مقطوعة عن أي سياق بعد أن بلغت حركة التأزيم مداها ولم يعد الاخوان وحزبهم يميز بين الصديق والعدو وبين من يقول الحق أو لا يقوله..وبدا كما لو أنهم يرفعون شعار (لن ترضى عنك اليهود)
نعم من حق المعايطة وكثيرون مثله وغيره ما زالوا قادرين على القول ومؤمنين به أن يقولوا في وصف الواقع ما يلمسونه ويحسونه وليس من حق حزب جبهة العمل الاسلامي مصادرة ذلك تحت أي دعوى أو شعار..
لهم أن يصفوا الاصلاح بما يشاؤون وان يكيلوه بأي مكيال يرون ولكن ليس من حقهم أن يحجروا على الآخرين ان يروا في المسيرة ما لا يرونه وأن يقدروا لها ما لم يقدروه..
نعم هنا مسيرة فيها اصلاح لا نرضى عليها تماماً وانما نتطلع للمزيد منه ..فالملك يحث النواب على اقرار قانون الانتخابات بسرعة ورئيس الوزراء دعى ويدعو حزب جبهة العمل الاسلامي للمشاركة في الحوارات حين دعى أحزاب المعارضة ولكن حزب جبهة العمل ومن يقدم له النصح في مجالس الاخوان ومكاتبهم وفي الشورى ما زالوا يهربون ويزايدون وينتظرون موسم الشمال السوري وموسم قطاف الاسلاميين في مصر ليرفعوا الثمن والسقف والمطالب..
هذا زمن أردني صعب يحتاج الى ضمائر الأردنيين وارادتهم وعملهم لنجاة هذا الوطن من الارتهان والتأزيم وتركه يتعرض لاعراض تسببها الاوضاع في الجوار ومواصلة استغلال الحالة الاقتصادية والاجتماعية في الداخل..
وزير الاعلام سميح المعايطة في تصريحه الذي يردد الأغلبية الأردنية مضمونه وإلا يئسوا وقنطوا وتوقفوا..لم يضل صاحبه ولم يغو وانما قال: فلماذا هذا الصخب وهذه الردود واصدار البيانات وسياسة التخويف والابتزاز؟ ...هل يريد الاخوان المسلمون فعلا الاصلاح؟ هل يريدون التغيير؟..اذن لماذا لا يشاركون ؟..وحتى اذا لم يشاركوا نتاج رؤيتهم لماذا ينكرون على الآخرين ما تم انجازه..أليس هناك انجاز في مسيرة الاصلاح والا كيف يستطيعون هم أنفسهم ان يخرجوا وأن يدعوا وان يمارسوا وحتى ان يستكبروا وهم يدفعون باتجاه التفريط بالاستقرار ويواصلون سياسة التحريض في وضع صعب يمكن معالجته بأساليب أخرى اكثر هدوءاً وروية..
يختلط حابل الاخوان المسلمين بنابل المتظاهرين والمحتجين على الغلاء والأسعار ويجري التحشيد وركب الموجة..رأينا ذلك في مصر ونراه الان فقد خرج شباب مصر من المولد بلا حمص كما يقولون في حين جاء القرضاوي محمولاً الى ميدان التحرير وقطف الاخوان مقاعد مجلس النواب وها هم يزحفون باتجاه الرئاسة..انهم لم يصنعوا الثورة هناك بل قفزوا عليها...وهم لا يعانون هنا بل يريدون القفز على المعاناة ولذا فهم يزايدون ويؤزمون ويريدون ارهاب كل فكرة لا تنسجم مع رؤيتهم أو تحاول الاعتراض على مواقفهم وأفعالهم..
نعم هناك مسيرة اصلاح مع الاخوان أو بدونهم يراها الوطن والقائد والوطنيون ضرورة ..فلماذا يستخف بها الاخوان المسلمون ويستنكرونها وينالون من كل صوت يدعو اليها !! ( الرأي )