فوبيا مقاطعة الإخوان.. بدأت

واضح أنهم يخشون من احتمال مقاطعة الإخوان المسلمين للانتخابات القادمة التي قد تجري في نهاية العام الحالي.
ورغم أننا لسنا في أجواء انتخابات مباشرة، إلا أن كثيرا من الكتاب يتحدث وينصح ويحذر ويعبّر عن ذلك القلق الذي يساور مطبخ القرار.
مسوغات الإخوان في مقاطعاتهم السابقة (1997- 2010) كانت محصورة في اعتراضهم على قانون الصوت الواحد، وعلى النزاهة المتهالكة دائما، كما أن سياق المقاطعة كان متقبلا عند النظام.
اليوم الصورة مختلفة جدا؛ فالاعتراض الاخواني لم يعد جزئيا، ومقولة «أن الحركة الإسلامية تريد حصة كبيرة وقوانين على مقاسها» لم يعد صحيحا.
هناك ربيع أردني خاص وشركاء للحركة في الشارع، ومطالب الإسلاميين وشركائهم تذهب اليوم نحو مشروع إصلاحي متكامل، يؤسس نحو استعادة الشعب لسلطاته بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى.
كما أن الحركة وللأمانة ومن قرب، تعيش اليوم واحدة من أكثر حالاتها انسجاما وتوافقا؛ وبالتالي تبدو الموضوعية متقدمة والعقلانية راشدة بشكل لم يسبق لها مثيل.
دعونا نسأل الذين يطالبون الحركة بالمشاركة عن جدوى ذلك، وعن التغيير الذي يمكن التعويل عليه على أسس قواعد اللعبة السياسية في البلد.
هل تغير شيء؟ هل الصيغة الرسمية للإصلاح ستحدث فارقا في المشهد السياسي والاقتصادي الأردني؟ هل تم التقدم نحو مشاركة الشعب في صنع القرار عما كان قبل «الربيع»؟
أنا أدرك أن سلبية الإخوان في التعاطي مع إشارات الحكومات الحوارية الكاذبة تصيبهم بالجنون، ولكن عليهم أن يتوقفوا عن رمي الجمار؛ فالإخوان ليسوا شياطين ولن يجروهم إلى مشاركة تزور المشهد بأسوأ سيناريوهاته.
الإخوان يدركون دقة الظرف الذي تمر به البلد، ويعلمون أن الإقليم من حولنا يموج موجة لا يعلم إلا الله مداها ومآلاتها النهائية.
لكن هذا لا يعني أن يكونوا شهداء زور على استمرار الإدارة الأردنية بالعمل وفق ما كانت عليه سابقا، فهم معنيون –أي الإخوان- بأن يساهموا بإنجاز إصلاح يعيد العربة إلى السكة قبل أن تنحرف بنا جميعا! وعندها لن يفيدنا تطبيل المطبلين وشتائم الموجهين.
لا ابتزاز اليوم، وما نتمناه ألا تضع الدولة الحركة الإسلامية في الزاوية، وعندها ستكون المقاطعة، وأنصح أن يعاد النظر بصيغة الإصلاح الرسمية، وأنصح أن تتوقف أدوات الأجهزة عن الرجم، فإبليس الحقيقي يكمن بمن أوصل البلد إلى اهتراءاتها الحالية.
( السبيل )