مدرسة ومسجد

تم نشره الثلاثاء 19 حزيران / يونيو 2012 12:31 مساءً
مدرسة ومسجد
رمزي الغزوي

في حركة لافتة وغريبة من نوعها، نظم حراك شباب كفرنجة للإصلاح والتغيير حملةً كبرى لجمع تبرعات لترقيع شوارع بلدتهم الرئيسة، بعد أن فقدت ذاكرتها، ولونها، وطبيعتها، ولم يعد فيها سوى أربع حفر كبيرة ترافق عجلات السيارة، إينما سارت ودارت.

عقب كل صلاة، في أي مسجد في الأردن، ستجد لجنة أو أكثر تجمع الصدقات والترعات، لبناء مسجد في مكان، قد يكون خارج المحافظة، التي تصلي فيها. وهي لجان مصرح لها بالجمع، معها إشعارات رسمية، تدلل على ذلك، ودفاتر مقبوضات، وهذا مفرح ومبهج ويدغدغ القلب، ويبرهن أن الخير باق فينا، ما بقيت الدنيا. فجلُّ مساجدنا بنيت وتُبنى بهذه الطريقة الشعبية.

لا أدري أين وصل حراك كفرنجة، في عملية جمعه لتبرعات ترقيع، ما كانت تسمى شوارع. ولا أعلم مقدار ما جمعوا من مال؟!. ولكني أتوقع أن المبلغ نزير وقليل، لا يكاد يكفي لطمس حفرة واحدة. وهذا غير خارج عن دائرة التوقع.

فنحن لم نعتد أن نتبرع أو نجمع أموالاً لإقامة خدمة بلدية، بهذا الشاكلة. حتى ولو كلفنا وجودها خراب سياراتنا وضيقنا. ففي عرفنا أن هذه مهمة البلدية، حتى لو كانت غارقة في فسادها وعجزها ومديونيتها. ورغم أن أهالي كفرنجة، وهذا ينسحب على باقي مدننا وبلداتنا، قد بنووا خلال عقدين من الزمن، أكثر من عشرين مسجداً في بلدتهم، بطريقة جمع الصدقات. ولكننا لم نسمع عن عملية جمع لمبلغ يوصل طريقاً إلى حي بعيد؟!، أو لإقامة مظلة انتظار تقي الناس على الشارع العام؟!.

في عين البستان وحدها، وهي من ضواحي كفرنجة ستجد أكثر من خمسة مساجد، مجهزة كل التجهيز، من السجاد حتى المكيف، ولا تكاد تمتلئ إلا في صلاة الجمعة، وأوائل رمضان، في وقت يُحشر و(يُزرب) أولاد المدرسة الأساسية بغرف مستأجرة، كل خمسين طالباً بصف مساحته تقل عن عشرين متراً مربعاً. ومع هذا لم يهب الأهل لنباء مدرسة لأبنائهم. وهذا ينسحب أيضاً على كل مدننا وقرانا.

فهل يقل دور المدرسة عن دور المسجد؟!، إذا لماذا نفتقد روح المسؤولية الاجتماعية، ولا نجمع ما تيسر لنسهم في بناء مدرسة، أو حديقة للأطفال، أو مكتبة عامة، أو لنصلح شارعاً بلا ذاكرة. لماذا ما زلنا نرى أن الحكومة وحدها ملزمة بكل شيء، رغم أننا نستطيع أن نبني مدرسة، ونعدها كمسجد سادس أو سابع، في عين البستان، مثلاً. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات