الفرصة الأخيرة

تم نشره الجمعة 22nd حزيران / يونيو 2012 02:13 صباحاً
الفرصة الأخيرة
جهاد المحيسن

الواحد، ورمى عرض الحائط بكل تطلعات الشعب الأردني نحو إنتاج قانون يخرجنا من فرقة الانقسام الذي عشناه منذ العام 1993؛ إذ أسهم قانون الانتخاب في تفكيك بنية المجتمع الأردني وجعله مجتمعا منقسما متناحراً.

وهذا الانقسام في البنية الاجتماعية يمكن رصده وتحليله علميا، مع أن الهدف المعلن من إقراره سابقا كان الحد من قوة التيار الإسلامي، فيما كانت النتيجة تحطيم بنية المجتمع بكل أطيافه الاجتماعية. ويبدو أن التفكير الإقصائي ما يزال يسيطر على من يدافع عن فكرة قانون الصوت الواحد، بحيث أصبح كل من يطالب برفضه، وليست الحركة الإسلامية وحدها، نبتا شيطانيا!

ثمة فرصة وحيدة وأخيرة أمام مجلس الأعيان لرد القانون والامتثال لرغبات الملك التي يعبر عنها في كل وقت، وتأكيده على ضرورة مشاركة القوى السياسية في الإصلاح من تحت قبة البرلمان، في مقابلته الأخيرة مع صحيفة الحياة. وفي وقت بات من المحسوم فيه أن القوى السياسية، ومن ضمنها الحركة الإسلامية والقوى الاجتماعية الجديدة، عازمة على مقاطعة الانتخابات في ظل قانون الصوت الواحد الذي ينطبق عليه المثل الاردني "صُبيها رديها"، فإن مجلس الملك يجب أن يقوم بدوره، وأن يعي جيدا تبعات هذا القانون ويسعى إلى تعديله بما يتناسب وطبيعة المرحلة الجديدة، وتوجهات الملك الإصلاحية. وإن لم يفعل مجلس الأعيان ذلك، ونحن أمام منعطف تاريخي في مستقبل الأردن السياسي، فإن هذا المجلس سيكون شريكا في تبعات بقاء قانون الانتخاب في صيغته الحالية.

البلد لا يحتمل التصعيد في ظل هذه الظروف الإقليمية والمحلية. وعلى مجلس الملك التنبه إلى ذلك، والتقاط هذه الفرصة لضبط التوازن في الدولة الأردنية، وأن يكون طرفا إصلاحيا حقيقيا يمثل إرادة الشعب والملك معا. وردود الأفعال التي عبر عنها الشارع في الأيام القليلة الماضية، وسقف الشعارات الذي لم نعهده، تستدعي التعامل بحكمة وروية مع ردود الأفعال تلك، خصوصا أن مسيرة الإصلاح يتوقف جزء رئيس منها على مخرجات قانون الانتخاب الذي إن بقي في صورته الحالية فسوف يهدد مستقبل الأردن بأسره، وضمنه الاستقرار الاجتماعي.

هذه المحاذير إن لم تؤخذ بعين الاعتبار، فأخشى أن ينطبق علينا فيها المثل العربي "أكلت حنيفة ربها زمن التقحم والمجاعة". وكان بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية إلها من حيس عبدوه دهراً طويلاً، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه. فقال رجل من بني تميم: أكلت ربها حنيفة من جوع قديم بها ومن إعواز،
وقال آخر:أكلت حنيفة ربها.. زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم.. سوء العواقب والتباعة. ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات