فيلم مصـري مملّ طويل

لم تحتج لجنة الانتخابات المصرية إلاّ إلى يوم واحد لتبتّ بطعون اثني عشر مرشحاً رئاسياً في الدورة الأولى، وترفضها، وهي تقوم الآن بتأجيل إثر تأجيل للبتّ في طعون مرشّحين اثنين، مع أنّ الحلال بين والحرام بيّن، وكل الارقام والمؤشرات تؤكد فوز محمد مرسي وبفارق من الصعب تقليصه أو شطبه.
الكلّ في مصر يحيي القضاء، ويعتبره ضمانة لاستمرار البلاد، ولكنّ الكثير من الأحكام القضائية التي ظهرت خلال العام الماضي تؤكد أنّ هناك تسييساً فجّاً، وأنّ العلاقة بين السلطة الثالثة والحاكم الذي هو المجلس العسكري هنا مبنية على عدم الاستقلالية، ولهذا كلّ شيء وارد في مثل هذه الحالة.
من الصعب أن يُعلن فوز أحمد شفيق، ولكنّه أمر ليس مستحيلاً، فالتشبّث بالسطة لدى العسكر قد يصل إلى آخر الحدود، والفيلم المصري الطويل المملّ الذي قام به في الاسبوع الماضي، بما فيه قصّة مرض وموت حسني مبارك، لا يطمئن، ويأتي ليؤكد قراراً ضمنياً بالاستمرار في السلطة، ولو في أيّ شكل من الأشكال.
لو لم ينفرد الاخوان المسلمون بقرارات مجلس الشعب، وبالترشّح للرئاسة، والتنسيق الكامل مع المجلس العسكري لما وصلت مصر إلى هذه النقطة، ولعلّ ما جرى يُقنعهم بأنّ التنسيق مع القوى المدنية هو الحلّ التاريخي الممكن، والضروري. ( الدستور )