كيف نحمي الاطفال... من مهن خطرة...؟

اطفال بعمر الورود يلهثون وراء رزقهم يتوجهون الى حاويات القمامة للحصول على وجبة طعام خلال نبشهم النفايات التي غالبا ما تكون فاسدة ومنتهية الصلاحية ما يؤدي الى اصابتهم بالتسمم او الاختناق او التعرض لمواد سامة وخطيرة ومخلفات كيماوية ومبيدات حشرية وعقاقير ضارة وهم عرضة للملاحقة والاستغلال والعنف واضرار نفسية وجسدية لها ما بعدها...!
اخرون يجدون في نبش النفايات مهنة يعتاشون من خلالها بما يجمعونه من مواد مختلفة يجري تسويقها الى زبائن معروفين من خلال وسطاء والكل في بيدر" القبض" واحد...
مركز العمل الاجتماعي قدر عدد هؤلاء الاطفال الذين يعملون في هذه المهنة الخطرة حوالي 800 طفل من ما مجموعه 6120 طفلا يشكلون عمالة الاطفال في الاردن لعام 2010...
ينتمي جل هؤلاء الى اسر فقيرة لا تجد من سبيل للحياة امامها الا بدفع ابنائها للانضمام للعاملين في نبش النفايات بعدما سدت اسباب الرزق امامها ولم يعد من طريق لها يكفيها غائلة الفقر والحرمان وتغول جور الانسان الذي لا يوفر مظلة امان للفئات المحرومة...
هؤلاء الاطفال حسب الدراسات معرضون لامراض عديدة كالكزاز والتهاب الكبد الوبائي والايدز وغيرها من الامراض الخطيرة ناهيك عن مخاطر الحوادث التي تأكل الاخضر واليابس وتذهب بهم ادراج الرياح في عذاب لا يستطيعون رده ظلم لا يقدرون على قهره...
هذه المهن غير المألوفة والغريبة تتحول الى زبائن ومشترين لها مروجون ومسوقون وارباب ولوبيات تعمل على ترويجها... وقد يلحق بهؤلاء في احيان كثيرة انحرافات تقودهم الى التسول والسرقة والاتجار بالمواد الخطرة والمحظورة وتصبح في قابل الايام مددا لعصائب الاشرار فتتفاقم الاخطار الاجتماعية والازمات التي تتوسع لتصيب المجتمع بجراح غائرة بعدما ينشأ لديناجيش من اصحاب السوابق الذين الفوا الحرام فلا نستطيع كبح جماح عدوانيتهم التي اصبحت شركا مهددا لامن المجتمع باسره ...!
ان الاوضاع الاسرية الصعبة واستسهال العمل في جمع النفايات وعدم وجود مظلة جامعة لرعاية هذه الفئة المحرومة تسهل استمراريتها ما يتطلب تدخلا رسميا لمنع امتدادها وتفشيها وايجاد تشريعات واضحة نستطيع من خلالها ان نتعامل مع ملف هذه الفئة التي قد تدفع بها ظروفها الصعبة للتسول او السرقة او الفسق او ارتكاب اعمال غير حميدة...
ان المطلوب ان تتقدم مؤسسات الدولة لرعاية هؤلاء وان لا تتنصل من واجباتها في المتابعة والحماية والرعاية فالدولة هي المسؤولة الاولى عن توفير الحياة الكريمة للأطفال وحمايتهم ووقف الاضرار المهولة التي تنعكس على مستقبل حياتهم وتطور شخصياتهم ما قد يجعل منهم الغاما محتملة في قابل الايام...!
( العرب اليوم )