فايز الطراونة....تأقلم مع الخداع .

في لقائه مع برنامج «ستون دقيقة» على التلفزيون الأردني ظهر رئيس الحكومة فايز الطراونة واثقا جدا من أطاريحه! لدرجة أنه ذكرني بثقة المسؤولين التونسيين قبيل أزمتهم المعروفة.
الرئيس لم يحترم عقول الأردنيين أثناء دفاعه عن قانون الصوت الواحد، واعتبره خطوة تقدمية فارقة! رغم أن ثمة إجماعاً منطقياً من مثقفي وكُتَّاب البلد على رجعية القانون.
الطراونة هرطق علينا بقوله: «أثبت نفسك وانجح»! وهذا خطاب تسطيحي لا ينتج معنى ذا قيمة، وكم تمنينا لو أثبت الطراونة نفسه وطنياً! وتمكن من دخول الكرك قبل يومين من اللقاء.
كلنا يعرف أن الطراونة «ما بمون»، ولا يملك لنفسه قراراً استراتيجياً يتناسب مع كونه رئيساً للوزراء، لكن ما يؤلمنا تأقلمه مع الخداع واستخدامه المفرط للتحليل التأويلي أو التفهمي.
الشمس ما بتتغطى بغربال، فقانونية الأعيان أقرت صيغة النواب لقانون الانتخاب بسرعة مفرطة، تثبت أنهم لم يتداولوه، وأن أوامر عليا صدرت تقول: « أنْ وقّع ما معنا وقت»!
هناك طمأنينة رسمية ملفتة جدا ومقلقة لدرجة أنني لم استطع فهمها كاملة، فهل الأدوار المفترضة لنا في قادم الأيام على الجبهة السورية تشكل مبررا للاستقواء على الداخل وتجاهله كما يذهب البعض؟
أم أن مليار الأشقاء السعوديين يجعل من الداخل مقاربة هامشية، لا يستدعي الأمر مجرد الإنصات إليها، وتدفع إلى الذهاب نحو الانقلاب الكامل على مشروع الإصلاح؟
لقد علقنا بشبكة دلالات النظام الذي ينسجها بطريقة تقليدية مضطربة، معتمدا على شرعيات متعددة متناثرة، إلا أنها تفتقد للشرعية الأهم؛ وهي شرعية الداخل الإنجازية.
الطراونة في حديثة المتلفز، كان الأجدر به أن يصارح الناس ويقول لهم نحن محشورون في الزاوية وأنتم الحل، تعالوا أيها المواطنون وأخرجونا من المأزق وشاركوا معنا في الحكم والإدارة. ( السبيل )