فوز مرسي..فتور وتخشب أردني .

في معرض حديثة عن الانتخابات الرئاسية في مصر- مش الصومال – تجنب وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة ذكر اسم الرئيس الجديد واكتفى فقط بمجرد الإشادة بالعملية الانتخابية.
كثيرون تحدثوا عن فتور أردني رسمي وربما صدمة نتيجة فوز مرشح الإخوان المسلمين بمقعد رئيس اكبر دولة عربية وأهمها على الإطلاق.
طبعا هذا الموقف مفهوم لكنه غير متفهم، فالجموع الشعبية الأردنية تفاعلت مع الحدث المصري برغبة كبيرة متمنية ظفر محمد مرسي بكرسي الرئاسة.
الموقف الرسمي الذي يقال انه كان يلهج بالدعاء رغبة في فوز احمد شفيق بالرئاسة، لا زال على ما يبدو لم يستوعب طبيعة وحجم التغيرات الجارية في المنطقة.
هم لا يفهمون معنى أن تكون مصر أكثر استقلالية وأكثر قوة، بل يريدونها «كافية خيرها شرها» وماشية معهم في ركاب السياق الاميركي.
مسئول كبير قال لي أنهم يخافون من مصر ذات المهمة الخارجية «تصدير الاسلمة»، فأشباح مصر ناصر القومية التي كانت ترعبهم عادت من جديد، لذلك انتظر من الاردن: التخشب والتشدد.
على كل الأحوال النظام تخشب وتشدد وتراجع عن الإصلاح قبل الانتخابات الرئاسية المصرية بكثير، لكن هذا لا يمنع أن نفهم تراجعه على أساس من ردود الفعل لصعود الإسلاميين في المشهد الربيعي العربي.
دعونا نتذكر يوم فازت حماس بانتخابات التشريعي في الضفة وغزة وكيف أن النظام عندنا اعترته موجة غضب وردود فعل سلبية إجرائية تجاه الحركة الإسلامية.
هذه العقلية غير سياسية ولا اظنها تكون قد اتخذت بهذا الموقف ما فيه مصلحة البلد، المشهد السوري مثلا مقبل على تغيرات قد تأتي وفق الراجح بالإسلاميين، فأين سيذهبوا بنا حينها.
الإسلاميون في الأردن مختلفون عن نظرائهم من قوميي الخمسينات والستينات، كما أن مرسي ومشروعه الوطني المصري مختلف أيضا عن تطلعات عبد الناصر التي كانت في حينه.
صحيح احتفل الإسلاميون بفوز مرسي، لكن الأصح أن الشارع الأردني كله ابتهج بذلك، فنحن جميعا تواقون لمشروع وطني متكامل نساهم فيه كشعب بالحكم ونختار وتحترم أرادتنا.
لا زالت حسابات نظامنا مشوشة، وظنونه سيئة، وقد آن أوان تفهمه واعترافه بان العالم تغير، وان إرادة الشعوب باتت حاسمة، ومن الحكمة إنتاج الإرادة وفق حالة وطنية دون الحاجة للارتعاب من مشاريع لآخرين. (السبيل )