الوجه الآخر لتموز!!

تم نشره الأربعاء 27 حزيران / يونيو 2012 11:48 صباحاً
الوجه الآخر لتموز!!
خيري منصور

حتى وقت قريب كان شهر تموز مطوباً لذكرى ثورات وانقلابات وتصحيحات.. وكتب عن هذا الشهر الكثير لأن اسمه مقترن بالأساطير وتفجر الخصب في الأرض اليباب، ورغم أنه أقسى شهور السنة وليس ابريل كما قال ت. س أليوت، إلا أنه يمزج الذكرى بالحسرة وليس بالرغبة.

كان بعض العرب يتندرون على تموز بأنه الشهر القائظ الذي يصل فيه الى السلطة من يستطيع ركوب دبابة في عزّ الظهيرة، ومن يصل أولاً يكون بيانه الأول، بدءاً بمنع التجول وانتهاء بمنع التحوُّل.

وليس العرب وحدهم من انفردوا بتموز الثورات، فالفرنسيون أيضاً كذلك، لكن ثورتهم التموزية لم تنتبه بعد أكثر من مئتي عام الى تحويل فرنسا كلها الى سجن كبير، وارتفاع نسب البطالة والأمية الى أرقام كارثية.

ما الذي أنجزه العرب بعد أكثر من ستين تموزاً وتموز؟ هل حرروا سنتمتراً واحداً من فلسطين التي كانت البيانات الأولى تمتطيها؟ وهل أنجزوا مجتمعات مدنية متحررة من تراث داحس والغبراء ودسائس البسوس؟

قد يقول البعض أن اسرى النوستالجيا والأطلال الذين هجعوا كأهل الكهف أن هذا أقرب الى جلد الذات، وليس نقدها، لكن هؤلاء هم الضحايا التي هي آخر من يعلم بما جرى لها. فقد سلخ جلدها وامتص نخاعها وهي تواصل الثُغاء.

هل كانت متوالية الثورات والانقلابات العسكرية تتم على طريقة من سبق لبق وأكل النبق؟ إن صح هذا فإن من أُتخموا من النبق تقيؤوه رغماً عن أحشائهم، وانتهوا الى مصائر لا تليق بها حتى التراجيديا لأنها مصائر «كافكوية».

كم تبدد من ثروات العرب في ثوراتهم؟ وكم أنفقوا على التسليح ليقتلوا بعضهم أو تصدأ الأسلحة في مخابئها!؟

لقد خدعونا مراراً ودسسنا أصابعنا الأمية الفضولية في الجحور ذاتها فلدغنا ألف مرة، هتفنا من أجل الحرية، وانتهينا الى أن نحسد السجناء على زنازينهم وقدرتهم على التخيل.

وصفقنا من أجل التثقيف والتعليم وتصعيد الوعي وانتهينا الى هذه النسب الفاضحة من الأمية والجهل والمرض والتشرد.

فيما مضى كان الفلسطينيون يوصفون بالمتشردين ثم تحولت أمة برمتها الى أمة من اللاجئين والمشردين سواء في المنافي على امتداد خطوط طول وعرض هذا الكوكب أو في عقر أوطانها.

ان ما بين تموز التاريخ وتموز الاسطورة صحراء لم نقطعها بعد، وما بين البيان الأول ونعي الختام ما رأيناه وما سنراه! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات