«آسفون» يا سوريا!

تم نشره الإثنين 02nd تمّوز / يوليو 2012 01:06 صباحاً
«آسفون» يا سوريا!
حلمي الاسمر

نخجل كثيرا من أنفسنا، ونشعر بالخزي والعار، ونحن نطالع أخبار موتكم، فيما نتناول وجباتنا بانتظام، كأن دمكم محض هواء أو ماء!.

في البداية كنا نهتز، ونتشنج، وربما تفر دمعة بين حين وآخر، ونحن نشهد أشلاء أطفالكم تتناثر في وجهنا، أو ونحن نستمع إلى أنات النساء، وزئير رجالكم، ثم ما لبثنا أن تحولنا إلى مراقبة ارقام من يستشهدون كل يوم، ثم، ويا للهول، حدثت حالة «تطبيع» مريعة مع حالة الموت اليومي، والإبادة الممنهجة لكم، وغدا خبر الموت، والقتل الفظيع، محض فقرة في نشرة اخبار، نقفز عنها إلى ما بعدها، ثم كففنا عن العد، بعد أن تكاثرت الأرقام، فيما نصاب بالذعر إن وقع حادث سير في حينا، أو الشارع الذي نمر منه!!.

آسفون يا سوريا حد الفجيعة، نشعر بالعجز والخذلان، ونتذكر كيف كان الدم الفلسطيني، يراق يوميا، فيما لا نفعل غير الرثاء وزم الشفاه، وربما يقفز من بيننا من يصيح: ما بدنا أخبار، ما بدنا نشوف هالمناظر، بدنا نعيش، ويا للسخرية، نقول أننا «بدنا نعيش» فيما يفترش الموت كل مساحات المشهد السوري، ونفقد «العيشة» كل معنى في أرض الشآم!.

نريد الشام متنزها، ومكانا لقضاء إجازة، نأكل التبولة، والمشاوي، والكبة، حتى إذا تحولت سوريا إلى حفلة شواء بشرية، بدأنا بالبحث عن مكان آخر لقضاء الإجازة!.

آسفون يا سوريا، لقد تحولنا إلى وحوش بلا مشاعر، بعد أن فقدنا أحاسيسنا ونحن نراكم تنتظرون دوركم في الموت، كأن الحريق لا يعنينا، فيما نتطلع ببلاهة للدول الكبرى كي «تفزع» لكم، ليس حبا بكم ولكن كجزء من لعبة الأمم، وتجاذبات السياسة الدولية، وصراع الأقطاب والاقتصاد الكوني!.

عداد الموت يقفز كل ساعة بل كل دقيقة، وحتى ساعة كتابة هذه السطور وصل إلى:

170830 شهيدا، وأنا على يقين أن هذا الرقم سيزداد كثيرا، حين ترى هذه الكلمات النور في الصحيفة، وقد يكون حجم الشهداء الجدد بحجم كلمات هذا المقال، فانظروا لهول ما يحصل، دون أن يحرك فينا ساكنا!.

ومن غرائب وعجائب هذا الزمان، أن تجد بعد كل هذا الإجرام الأسدي، من يدافع عن النظام ويبرر له فظاعاته، بزعم أنه يدافع عن سوريا، واستقلالها ضد المؤامرة، فأي مؤامرة أفظع من أن يقتل «الزعيم» شعبه، وأي كارثة في أن يجهد الجيش المكلف بحماية بلده، بإبادتها؟.

آسفون يا سوريا، ونحن كمن سمع بحريق في الحي الذي يسكنه، فنام مطمئنا كون الحريق بعيدا عن منزله، ليصحو وإذ بالحريق وقد وصل إلى ثوبه!!.( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات