هل سحب (البمبكشن)؟!

تم نشره الإثنين 09 تمّوز / يوليو 2012 11:36 صباحاً
هل سحب (البمبكشن)؟!
رمزي الغزوي

النقد الأدبي يستخدم مصطلح (كسر أفق التوقع)، ليدلل على أن كاتب القصة، أو الروائي يباغتك بنهاية تكسر كل توقعاتك وتخميناتك. أي أنك تقف أمام نهاية مختلفة، لم تكن تتوقعها، ولا واردة في صفحة خيالك، وهذا يعدُّ من التشويق الجميل، وهو عنصر مطلوب في الدراما، وأفلام (الأكشن).

حينما سمعت أن نائباً اشهر سلاحاً نارياً في برنامج حواري تلفزيوني مباشر، لم ينكسر أفق توقعي، ولم أتفاجأ، ولم أباغت، ولم أسأل: من؟!، أو كيف؟، أو لِمَ؟: ولكني سألت عن نوع السلاح من باب الفضول. هل كان كلاشنكوفا مطويا؟!، أو فرد (أبو طاحونة)، أو(توتو)، أو انه كان مدفع برن، أو (بمبكشن) أوتوماتيكيا خمس حبات أخمصا عريضا، أو كان راجمة صواريخ، أو طائرة كوبرا.

كثيرون لم يستهجنوا ما يقدم عليه بعض نوابنا، ولن يستهجنوا ما سيحدث لاحقاً، فكل شيء في دائرة توقعاتنا، فالناس لا تنسى (ثقة 111) الشهيرة لحكومة الرفاعي ودلالاتها. ولا تنسى استماتة النواب على جني مكاسب شخصية في ظرف عصيب يمر به البلد. وسيبقى من حسنات التطور الحواري الناري الأخير، أن اشهار المسدس جعل قذف الحذاء في الحوارات ككلمة: لو تسمح.

في القصة الشعبية، أن أحدهم نال بعض صفعات من محاوره، بعد اشتداد النقاش، فتدخل (الحجيزة)، وبعد أن هدأت الخواطر، شاهد أحدهم أن في حزام الرجل المضروب شبرية (خنجرا تقليديا) فقال لائماً: يا رجل، تتعرض للصفع ومعك شبرية، فقال الرجل: الحدث لا يرقى لاستخدامها. إنني أدخرها لوقت ضيق.

أما من كانت حواصلهم أضيق من خرم الإبرة، ومن كان أفق تفكيرهم لا يصل أرنبة أنوفهم، فهؤلاء عندما يأتي حبل الحوار على زورهم، أو يحشرون في خانة اليك، أو تنخدش نرجسيتهم، فسيفلسون ويتركون حوار الكلمة لحوار لطرق حوارات أخرى أولها الحذاء، وأخرها سيكسر أفق توقعنا.

وقديماً كانت أسلحة الحوار المساندة تتمثل في منافض السجائر، وكوؤس الماء، ولأن هذه الأشياء، صارت تصنع من مادة خفيفة، لا تؤثر في صلعة، ولا تدمي جبهة، ولم تعد تفي بالغرض كمقذوفة لها وزنها وثقلها في التهديف على رأس الخصم، ولأن الحذاء صار موضة قديمة، إذن علينا أن نستخدم سلاحا رشاشاً. وأتوقع أن يكون (البمبكش) الأوتوماتيكي سلاحَ حوارٍ عتيدا في حواراتنا القادمة.

سيقترح البعض على البرامج الحوارية تفتيش ضيوفها، وخصوصاً النواب منهم، لتتأكد من خلوهم من (الميم 16)، أو (البرتا)، أو الرمانات (القنابل اليدوية). ياااااااه. كم أنا خجل، وسنغرق كلنا بخجل أعمق إذا انتهت هذه القضية (ببوسة لحية) أو (قضب خاطر)، وكأن وجه الوطن، لم يتمرمغ بهذه الشتيمة الأبدية. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات