صرخة الأيتام ومجهولي النسب

تم نشره الثلاثاء 10 تمّوز / يوليو 2012 11:56 صباحاً
صرخة الأيتام ومجهولي النسب
نبيل غيشان

لا يجوز للدولة أن تصرف على مواطن 18 عاما ثم ترميه في الشارع .
لم يجد الشبان الأيتام ومجهولي النسب سوى الدوار الرابع للمبيت لليوم السادس على التوالي لبث شكواهم المُرّة للحكومة ولإخوانهم من أبناء الشعب الاردني، بعد أن اصبحوا لا يجدون سوى الشوارع والخرائب أو الحدائق العامة مكانا للمبيت.
القضية واضحة، الحكومة توفر الملجأ للأطفال الأيتام ومجهولي النسب في الحضانات والمدارس ومؤسسات الرعاية الاجتماعية بما في ذلك المبيت والمأكل والمشرب والملبس إلى أن يبلغوا سن الثامنة عشرة، لكن المصيبة تقع في اليوم التالي لتخرجهم من مؤسسات الرعاية التي لم يعرفوا لهم عائلة غيرها، فيهيمون على وجوههم ويُضّطرون إلى الانحراف.
قليل منهم يلتقون أحد أفراد أسرهم أو أحد أقربائهم ليمد لهم يد العون، لكن الاغلبية وهم مجهولو النسب فلا عنوان لديهم سوى الشارع أو السجن، خاصة وأن الجهات الحكومية التي استضافتهم طوال الـ 18 سنة الماضية لم تبحث أمر خروجهم ولم تُعوّدْهم على سوق العمل أو الحياة الجديدة.
بعضهم يجد عملا وينجح في حياته بعد معاناة وكفاح مريرين وآخرون ينجرون إلى الانحراف أو الجريمة فيكون مصيرهم السجن. أما بعض الفتيات فيذهبن تحت وطأة الحاجة إلى العمل في النوادي الليلية وممارسة الانحراف وغيره من الأعمال.
ويعاني هؤلاء جميعا من قسوة المجتمع ونظرته في الحكم عليهم وصبغهم بـ "أولاد حرام" وهي قضية لا ذنب لهم فيها وهم يدفعون ثمن أخطاء آخرين لا يعرفونهم، الدولة لم تقصر وقد منحتهم الجنسية ورقما وطنيا وعملت على تربيتهم طوال 18 عاما لكنها للأسف ميزتهم عن غيرهم برقم وطني موحد يبدأ من 2000 في إشارة سلبية .وأخيرا تخلت عنهم ورمتهم في الشارع.
مؤسف حد القهر أن يجد شاب أردني نفسه مجبرا على النوم في الشارع او امتهان أعمال الانحراف او الجريمة ، لسبب بسيط انه لا يعرف أين يذهب، وأن الدولة لم تهيىء له فرصة للحياة، ومؤسف أيضا ان تربي الحكومة مواطنا وتصرف عليه من موازنتها العامة 18 عاما ثم تتخلى عنه في لحظة فيصبح عالة عليها وقد يشكل خطرا على المجتمع.
ليس الحل صعبا؛ على وزارة التنمية الاجتماعية ان تبحث وضع هولاء وتتعهدهم إلى أن يصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع ولا يجوز التخلي عنهم بحجة بلوغهم السن القانونية، وهذا الامر يتطلب أولا: إعدادهم لسوق العمل وللمستقبل قبل تخرجهم بسنتين وتأهيلهم بمهنة يستطيعون الاعتماد عليها لشق طريقهم في الحياة.
واذا كان الخريج لا يمتلك مهنة فان الوضع الطبيعي له أن يخدم في القوات المسلحة أو الامن العام أو قوات الدرك أو أية وظيفة حكومية أو خاصة تناسب وضعه وتؤمن له العيش الكريم على اقل تقدير، ولا بأس أن يعطى هذا الخريج بيتا من الحكومة حتى يعيش حياة طبيعية.
إن صرخة الأيتام ومجهولي النسب، يجب ان لا تذهب في الهواء وهي بحاجة إلى حل فوري لأنها أحد مظاهر الخلل الاجتماعي، وكل يوم تأخير له ثمنه على المجتمع .( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات