المجالس ليست أمانات!

في الأيام الماضية أُرسلت عدة إشارات، من أطراف وشخصيات ثقيلة، ليس بهدف البحث عن اجابات، بل لايصال رسائل زادت على مرحلة الضباب التي نعيشها، وخلطت كثيرا من الاوراق.
رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة،
وامام مجلس الملك (مجلس الاعيان) وردا على استفسار يتعلق بقانون الانتخاب وموضوع القائمة، قال موضحا موقف الملك الذي اجتمع مع رؤساء السلطات الثلاث (الحكومة والاعيان والنواب) إن "المجالس امانات" فما الذي يعرفه الطراونة ويريد الا يعلن عنه؟ وهل يوجد في السياسة مصطلح "المجالس امانات" ؟ وهل ما يعرفه الطراونة وغيره من المسؤولين من معلومات بحكم مناصبهم هي ملك خاص لهم؟.
الاشارة الثانية، هي ما ينقل على لسان اكثر من طرف في الدولة، ان مقاعد الصوت الواحد في قانون الانتخاب (108 مقاعد) اصبحت حقوقا مكتسبة لا يجوز المسّ بها، وفي هذا القول تمييز فاضح بين المواطنين، بين من هو اصلي، ومن هو "غير كامل الدسم"، وهي محاصصة مرفوضة بكل المعايير.
والثالثة، رسالة اللقاء المشترك بين رئيسي الوزراء السابقين عون الخصاونة واحمد عبيدات، ومن كُفر سوم تحديدا، وانحيازهما ثنائيا الى قانون اخر للانتخاب، والى الاصلاح الذي لم يتحقق.
والرابعة، ما بدأت تتداوله بعض الاوساط السياسية وتُروج له بخصوص تأجيل الانتخابات، فإن كان التأجيل مناسبا قبل قرار الاخوان المسلمين بمقاطعتها، فإن التأجيل الان اصعب بكثير، لكن هذا لا يمنع من قلب قانون الانتخاب ليتناسب مع طروحات مختلف القوى السياسية، ولا يبقى العناد سيد الموقف.
والخامسة،
الرسالة المحمولة على اكثر من رأس اخواني وجبهوي، فالقرار المبكر لمجلس شورى الاخوان بمقاطعة الانتخابات مع شبه إجماع، والتصعيد في اليوم التالي: ان الثورة وصلت شوارع عمان، فضلا عن التهديد بافشال الانتخابات التي قال احدهم انها "لعبة يجب افشالها"، ونقل اجتماع شورى الاخوان ليعقد للمرة الاولى في الكرك، وعدم الاستماع الى نصائح زعيم حماس خالد مشعل، ورفض الحوار مع الحكومة وقبوله مع المخابرات، كل هذا وغيره رسائل موجهة الى من يهمه الامر.. إن الاخوان بعد فوز مرسي برئاسة مصر (الذي دعا له ائمة مساجد يُحسبون على الاخوان في خطب الجمعة) ليسوا هم قبله، وما كان يغريهم سابقا، ويقبلون به من تحت الطاولة صفقات عدد مقاعد البرلمان، التي لم تعد الان تقنعهم.
والسادسة، لا اريد ان اذكرها بانتظار نجاح الجاهات والعطوات لانهاء ازمات جامعة مؤتة، والحوار الحضاري بين الشوابكة ومنصور، وأحداث السلط والنعيمة وجبل التاج وووو، وحرق المفاعل في جامعة العلوم والتكنولوجيا...، حتى بعد ذلك نتفاهم حول حقيقة الدولة المدنية التي نريد. ( العرب اليوم )