شيء من الصراحة والمكاشفة!

تم نشره الإثنين 16 تمّوز / يوليو 2012 12:35 صباحاً
شيء من الصراحة والمكاشفة!
حلمي الأسمر

ما أبطأ ويبطىء عملية التغيير في الأردن مسألتان: جدل الهوية الوطنية، والخوف أو التخويف من الاخوان المسلمين، بل يمكن القول أن الحركة الوطنية الأردنية تضررت هي الأخرى بسبب ما دار ويدور حول هاتين المسألتين من حراكات وتحركات، ويبدو ان الجدل حولهما سيبقى بلا نهاية،إن استمرت سياسة الغمغمة واللفلفة، وهو ما يدخلنا جميعا في سراديب وأنفاق يعلم الله إلى اين ستفضي، فضلا عن الكلفة العالية التي بدأت تدفعها البلد برمتها جراء تعسر بلورة رؤية موحدة حول هاتين المسألتين!.

بالنسبة للقضية الأولى، يتعين أن نتفق على ما هو جوهري، كي لا نضل أكثر مما ضللنا بفعل التوجيه السيىء، والتحشيد والتعبئة السلبية التي تمارسها الأطراف كافة، وما هو جوهري هنا كما نظن يتمحور حول عدة مسائل منها، وأهمها: صحوة الحكومة الأردنية باتجاه مخططات إسرائيل لتفريغ الضفة الغربية من أهلها جاءت متأخرة جدا، وحسب بعض الآراء، ربما نجحت إسرائيل بإبعاد «ناعم» لعشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية بأساليب جهنمية، غير قانونية طبعا، منذ احتلالها في العام 1967، حيث أدت هذه السياسة الخبيثة إلى حرمان المواطنين الفلسطينيين من حقهم في الإقامة في بلدهم ، ويبدو أن هذه الصحوة المتأخرة، كلفت البلد ثمنا باهظا جدا، حيث بدا أن الأردن يسحب جنسيات مواطنيه، رغم نبل الأهداف التي كانت وراء ما يسمى «تصويب الأوضاع» وبالفعل فقد تسببت هذه الصحوة بإعادة «تسكين» آلاف الأسر في موطنها الأصلي، وتمت إعادة تفعيل حقوق المواطنة لهم على الأرض الفلسطينية، وهذا مكسب وطني أردني وفلسطيني، وفي الوقت ذاته ذهب ضحية سوء التطبيق لقرار فك الارتباط الآلاف، مما دفع الحكومة الأخيرة لاستدراك الأمر والبدء بالبحث في تظلمات من لحقه ظلم فسحبت جنسيته بغير وجه حق، وهي عملية تعيد الأمن لمن ظلم، في حين أنها تستفز فئات أخرى ترى فيها نوعا من «التجنيس» السياسي، وفي المحصلة يجب أن ننتهي من جدل الهوية كي لا نظل في صراع داخلي يبطىء التغيير والتطور، وينقل جوهر القضية الفلسطينية من مشكل إسرائيلي داخلي إلى مشكل أردني عربي!.

أما بالنسبة للقضية الثانية، فعلينا أن نعترف أن الإخوان المسلمين واقع كبير لا ينفع معه تجاهل أو تدابر وتنافر، ومن الأولى والأنسب أن نسلم بحجمهم، عبر اتفاقات واضحة وتفاهمات صريحة، خاصة بعد أن ثبت أن سياسات التجاهل والفوقية، ومحاولات الاحتواء أو التفتيت، والزهد في محاورتهم لم تأت ِ بخير، كما أن مقاطعتهم للانتخابات النيابية تؤزم البلد، خاصة في هذا الوقت بالذات، ولا ينبغي فهم هذا الأمر باعتباره استرضاء لهم، بقدر ما هو محاولة للبحث الجدي عن مخرج للمأزق الذي أوقعنا فيه قانون الصوت الواحد!.

 

كلا المسألتين تحتاجان لكلام صريح وعلني، مع كشف كامل للأوراق، أما لفلفة الأمر والحديث عن «وحدة وطنية» ضعيفة ، وتماسك جبهة داخلية غدت مفتتة، فهذا سيطيل مأزق البلد، ويعقده أكثر فأكثر!. ( الدستور )


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات