الدكتور كامل العجلوني يشن حملة صحية شاملة

ما يقوم به الدكتور كامل العجلوني مدير مركز السكري هو حملة شاملة لإحداث تغيير جذري في سلوك المجتمع الاردني، يمكن أن تعتبر حملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مع أن الدكتور العجلوني خطيب كارزمي مؤثر، إلا أنه يعتقد أن حملته يجب أن تكون أوسع بكثير من مجهود فردي، فهو يتوجه برسالته إلى كل الجهات ذات العلاقة بالتوجيه، ابتداءً بمعلمي المدارس وخطباء المساجد، والإعلاميين والفنانين، أي أنه يقوم بتدريب المدربين وصولاً إلى عقل وقلب كل مواطن أردني.
يرى الدكتور العجلوني ان الوضع الصحي للأردنيين متدهور. وهو يطرح نسباً مئوية عالية لمرضى السكري وضغط الدم وأمراض القلب، ويعود السبب الرئيسي في هذه الأمراض إلى السمنة، وخاصة في منطقة البطن، فهناك إفراط في الاكل، وإقبال على الأطعمة غير الصحية، بل أن نسبة عالية جدأً من الأردنيين يشكون من العجز الجنسي بسبب هذه المظاهر.
الموضوع ليس صحياًُ فقط، بل اقتصادي ومالي أيضاً، ذلك أن وزارة الصحة تقدر أن كلفة علاج الأمراض المزمنة أصبحت تناهز 950 مليون دينار سنوياً وهي في حالة ارتفاع متسارع، مما يفوق قدرات الاقتصاد الوطني والموازنة العامة المكدودة.
الأمراض التي يشير إليها رئيس مركز السكري تؤثر سلباً على الإنتاجية الاقتصادية، وتقـّصر الاعمار، وتسيء إلى نوعية الحياة، وتؤدي إلى إسراف في الموارد لا حدود له.
تأتي حملة الدكتور العجلوني في محلها زمنياً بمناسبة قرب شهر رمضان المكرس للصوم كعبادة، ولكننا نحوّله للأسف إلى موسم للأكل، حتى إن استهلاك اللحوم والمواد الغذائية والحلويات يتضاعف في شهر الصوم، وتستقبل أقسام الطوارئ في المستشفيات عشرات المواطنين بين الموت والحياة بسبب التخمة.
المحاضرة التي ألقاها الدكتور العجلوني على مجموعة كبيرة من الصحفيين والفنانين مسجلة، وتستحق البث من الإذاعة والتلفزيون عدة مرات لكي تدخل كل بيت وتحرك كل عقل أو ضمير.
كان المنسف هو الصحن الوطني ورمز الكرم وحسن الضيافة عندما كانت الحياة بدائية، لكنه أصبح اليـوم خارج إطار الحيـاة المتحضرة، أداة للإسراف، يكفي الحديث عن تكريم رئيس الوزراء بأكثر من ألف منسف و500 ذبيحة، مع أنه قد يكون أكثر سعادة بفنجان قهوة وكلمة طيبة ترفع المعنويات. ( الرأي )