ثقافة الاحتكار المتبادل !

تم نشره الإثنين 16 تمّوز / يوليو 2012 01:40 مساءً
ثقافة الاحتكار المتبادل !
خيري منصور

رغم أن الأحداث الجسام التي يعيشها العرب الآن تشغل العالم وقد يترتب عليها صياغة مصير لأمة بأسرها، إلا أننا نتردد أحياناً في الاقتراب منها وثمة من يلوذون بأحداث أقل فاعلية وتأثيراً كيلا يتورطون بالمساحة الحرجة بين إرهابين: إرهاب رسمي له مؤسساته وأدواته، وإرهاب آخر قد لا يكون معلناً على الملأ لكنه يتسلل خلسة في السجالات السياسية اليومية بدءاً من الشارع والمقهى حتى الكتابات والتعليقات الجوبلزية التي تحتكر الحقائق وتنذر من يختلف معها بما هو أبعد من التخوين، وأبسط أبجديات الديمقراطية اذا كان لها وجود في هذا الواقع الذي يعج بصراعات قبلية وكيدية هو حق ابداء الرأي فيما يجري وتتبع الخيوط نحو جذورها، فالسيناريو بات متكرراً ومملاً، لأن السينارست هو ذاته وقد أركن الى استراتيجية بائسة تراهن على عمى الضحايا وجهلها وأحياناً على اشتباكاتها المحلية.

والميديا المشحوذة كالمدية هي الأخرى تقترب من أعناق من يصرون على التفكير بالدماغ لا بالقلب، فهي بالمرصاد لمن تسول له نفسه أن يتمهل ولو دقيقة لقراءة هذا النص العربي الغامض، والملغوم من ألفه إلى يائه..

في بداية الدراما العربية تساءلنا: هل هو ربيع شعوب أم شيخوخة نظم ودول ومفاهيم أفقدها التاريخ صلاحيتها؟ وهناك من زجرونا بأدوات القمع ذاتها المستعارة من النظم الشائخة قائلين: لا تهم التسميات وذلك انسجاماً مع عقل سياسي أدمن الشخصنة وتفزعه المفاهيم، لأنه يتعامل مع الواقع بحواسه فقط وعلى نحو مباشر، فلا يرى ما وراء الاكمات والسيناريوهات وكواليس المؤتمرات، وقد يكون فائض المكبوتات بدءاً من الجسد حتى كل مكونات النفس مسؤولا عن حالة الهياج والتفجر ورفع شعار شمشوني قد لا يبقي ولا يذر وهو «عليّ وعلى أعدائي».

لكن من هم هؤلاء الأعداء؟ فقد جرى استبدالهم، وأعيد ترتيب الأولويات بحيث لم نسمع أحداً يقول أريد الحرية والاستقلال وبناء الانسان والوطن كي أقاوم عدواً تاريخياً وجذرياً سلب الأرض والمقدسات والكرامة واستباح الكينونة العربية كلها.

وتساءل بعض الملدوغين من جحور سياسية وموسمية عن فلسطين في هذا المشهد.. وبحثوا عن شجرة خضراء في هذا الربيع تحفها أو عن سنونوة واحدة تبشر بربيعها.

ان كان الرهان.. «تحبل ولو من حمار» أو «عليّ وعلى أعدائي يا رب» أو «لا تفكر فإن لها مدبراً» فتلك مسألة أخرى، نعفّ حتى عن الاقتراب منها.

فهل كان قدرنا أن ننقسم دائماً بين من يحتكرون السلطة والمال والقرار وبين من يحتكرون الألم والأنين؟

إنها ديمقراطية جهجونية تليق بغساسنة العصر ومناذرتهم! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات