الأدب يا طراونة.. أن توفر الماء والكهرباء للمواطن .

زيارة الملك إلى طيبة الكرك ليست حلا، فالبلد كلها تعاني اليوم من مشكلة انقطاع للمياه غير مسبوق، وأضيف إلى ذلك انقطاعات أخرى في التيار الكهربائي في شهر «القيض» من رمضان المبارك
رغم ذلك يطل علينا رئيس الوزراء فايز الطراونة بعين الإنجاز المفقود، ليشتم الحراكات ويصفها وفق تصنيفه العرفي بأنها «قليلة أدب».
وهو بسلوكه هذا يفتح المجال لمزيد من «النرفزة» والغضب لدى شباب الحراك الذين فهموا من كلام الطراونة انه يشتم الحراك كله دون استثناء.
وما زلت أحاول فهم مبرر صلابة وقسوة تعامل فايز الطراونة مع الرأي العام، فحكومته محاطة بالأزمات وبالتقصير وهذا يستدعي انحناءً للمواطن لا اقصاءً له.
في السابق كنا نفاخر الدنيا ونعتز أمام الجميع بما عندنا من بنية تحتية في كافة المجالات، لكننا اليوم لم نعد نملك القدرة على الإبقاء على حيوية وتجدد هذه البنية.
وما زلت اذكر تهكمنا على ما كانت تقوم به الإدارة الحكومية السورية من قطع للتيار الكهربائي لبضع ساعات عن دمشق وباقي المدن، وكنا نحمد الله على أوضاعنا وعلى ما نحن فيه.
مشكلة أحمال الكهرباء ظهرت قبل عدة سنوات، ورغم وعود الحل التي قدمتها الحكومات المتعاقبة، إلا أن المشكلة تفاقمت وأصبحت مكانا لتذمر المواطن، وسبيلا لرفع درجة سخطه واحتقانه.
حكومة الطراونة بدورها تبدو عاجزة عن فعل أي شيء، ولعل سبب ذلك أنها جاءت لترث الأزمات من ناحية، وهي أيضا لا تملك في بنيتها وامكانات رئيسها القدرة على ابتداع الحلول، أو التخفيف من المعاناة.
البلد تمر بظروف دقيقة داخليا وخارجيا، والجميع قلق وخائف ومضطرب من تداعيات محتملة نرجو ألا تكون، وان نتجنبها ونخرج منها بأقل الخسائر.
المواطن مرهق، ومجاله الاعتراضي بات نشطا، وهذا يستدعي من الحكومة ومن رئيسها أن يكون واعيا وعلى قدر المسؤولية وقادرا على انتقاء ألفاظه بعناية.
الأردنيون يشعرون بطبيعة الظروف والتحديات التي نمر بها، لكنهم قانعون أيضا أن جزءاً غير يسير من هذه التحديات كانت بسبب أخطاء الإدارة في السنوات السابقة.
من هنا دعونا نتجاوز لغة الشتائم يا دولة الرئيس، ولتعد إلى وظيفتك وتحاول أن تخفف عن الأردنيين، فهم لم يعتادوا العيش بدون ماء وكهرباء، وقد آن الأوان ليشاركوا في الحكم.( السبيل )ب