اصداء غضب نصر الله تتردد في عمان!

تم نشره الثلاثاء 24 تمّوز / يوليو 2012 01:01 صباحاً
اصداء غضب نصر الله تتردد في عمان!
حسين الرواشدة

 

غضب السيد حسن نصرالله على سقوط اربعة من «رفاق السلاح» لكنه لم يغضب على قتل اكثر من (20) الف سوري، هذه –بالطبع- مفارقة صادمة للذين كانوا يتعاطفون مع حزب الله، لكنها تبدو مفهومة في سياقات «السياسة» التي تدفعها صراعات المصالح للتخلي عن ابسط المقومات الانسانية، ناهيك عن القيم والاخلاقيات التي يفترض ان تلتزم بها حركات النضال والمقاومة.. واصحابها الذين يستمدون مشروعيتهم من «المظلومية» التاريخية للشعوب المقهورة.

اصداء الغضب التي ترددت في جنوب لبنان سمعناها ايضا في السرادق التي اقامها البعض هنا في عمان، فقد نعى الذين ما زالوا يؤمنون بفكرة «المؤامرة الكونية» التي يتعرض لها النظام السوري «ابطال» المعركة ضد الارهاب، وكأنهم قد سقطوا في «الجولان» او كأن «الخلية» التي اداروا من خلالها خططهم الحربية كانت تعمل ضد العدو لا ضد السوريين الابرياء الذين ذُبحوا بالآلاف لكي يبقى النظام في السلطة؛ حتى لو كان على حساب مليون شهيد سوري.

لا ادري كيف يمكن لهؤلاء الذين يذرفون الدموع على «القتلة» ان يواجهوا ضمائرهم، وهم يتابعون اخبار المجازر اليومية التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، لا ادري بأي منطق انساني او سياسي يتعاملون مع واقع انكشفت فيه الحقائق، وظهرت فيه صور النظام بكل بشاعتها في مواجهة شعب اعزل يبحث عن حريته وكرامته، ويقف وحيدا امام قوة عسكرية مدججة بالدبابات والطائرات، دون ان يجد في العالم الذي يتفرج على «دمائه» من يقف معه او ينتصر له.

لا شماتة في الموت، لكن هؤلاء الذين وصلت اليهم «يد» الشعب السوري نالوا قصاصهم العادل، واخذوا نصيبهم مما ارتكبت ايديهم، ولم يكن لاحدنا ان يتصور بان يكون مصيرهم غير ذلك، فالدم يستسقي المزيد من الدم، ومن يقتل الناس بدم بارد لا بد ان يقتل بالطريقة ذاتها، هذا هو منطق الدين والتاريخ وسنة «التداول» التي تجعل الجزاء من جنس العمل.

من يدافع عن النظام السوري، مهما كانت حساباته ومبرراته فهو يقف ضد ارادة الشعوب بالتحرر والكرامة، وضد منطق التاريخ في التغيير، وضد قيم الحياة التي ترفض القتل والظلم.

ومن يشعر بالغضب من اجل «اربعة» عسكريين واجهوا مصيرهم المحتوم ويغض الطرف عن آلاف الابرياء الذين سقطوا بلا ذنب سوى المطالبة بحريتهم وكرامتهم لا يستحق ان يحمل اي مشروع وطني للتحرر، ولا يجوز ان يبشرنا بأي دعوة للخلاص، ولا يمكن ان «يخدعنا» بأي حسابات سياسية تتيح له ان يذرف الدموع على ابطال قتلة، ويمنعها على ابطال حقيقيين سقطوا دفاعا عن كرامة وطنهم واستقلاله.

لقد خسر السيد حسن نصرالله ومعه رفقاء السلاح والمقاومة ودعاة «الاصلاح» المغشوش، وحملة «المباخر» القومية آخر ما لديهم من رصيد شعبي، وانكشفت اوراقهم امام وعي الناس واصبحوا –مثل غيرهم من الفلول- خارج الزمن.. هم –بالطبع- اختاروا لانفسهم ذلك، ولم يبق امام الشعوب الا ان تحكم عليهم بما يستحقونه من عزل وقلة اعتبار.

(الدستور)


 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات