ماذا بعد إقرار القانون ؟

تم نشره الخميس 26 تمّوز / يوليو 2012 03:39 مساءً
ماذا بعد إقرار القانون ؟
حماده فراعنه

بعد صدور الأرادة الملكية ، بالمصادقة على قانون الأنتخابات " صوت للدائرة المحلية وصوت للدائرة الوطنية " يكون القانون قد إستكمل إجراءاته الدستورية ، وتكون رهانات التغيير على حلول دستوريه وقانونيه قد أستنفذت أغراضَها ، ولم يعد ما يمكن الحديث عنه ، مع " بداية العد التنازلي لاجراء الأنتخابات " .

المشكله بالأساس ، ليست دستورية وليست قانونية ، المشكله بالأساس ، مشكلة سياسية ، وأطرافها العناوين السياسية ، فالحكومة تتصرف ليست فقط بدواعي الأستحقاق الدستوري للأردنيين بل لتحقيق نتائج سياسية تتمثل ببقاء سيطرة المحافظين على مجلس النواب .

وأطراف المعادلة في الموقع المقابل هي أطراف سياسية ، في المعارضة وجناحها حركة الأخوان المسلمين أولاً والأحزاب القومية واليسارية وبعض الليبراليين والمستقلين ثانياً ، وكذلك في المولاة أيضاً أطرافاً وأحزاباً سياسية لها تبايناتها وإجتهاداتها المستقلة وغير المستقلة .

إذن أطراف المعادلة الأردنية أطرافاً سياسية ، والخلاف المعلن على القانون هو خلاف سياسي ، كل من جهته يقرأ القانون قراءة سياسية ، فالحكومة ترى أن تغيير القانون بإتجاه الصوتين للدائرة المحلية يعطي الأخوان المسلمين أكثر مما يستحقونه ويحصلوا على الأغلبية البرلمانية وهذا سيغير قواعد اللعبة المحلية ، ولذلك ترفض الحكومة ومعها دوائر صنع القرار التغيير بإتجاه الصوتين للدائرة المحلية ، ويرفضون مكافأة الأخوان المسلمين أو تقديم التنازلات المجانية لهم .

والأخوان المسلمون يصرون على الصوتين للدائرة المحلية ، ويحرضون على مقاطعة الأنتخابات حتى تفقد شرعيتها الحزبية والشعبية ليصل المشهد السياسي إلى أن المعارضة قاطعت الأنتخابات وليس حركة الأخوان المسلمين فقط ، ولذلك إذا كان الحديث عن فقدان الأنتخابات لشرعيتها الشعبية بالمقاطعة ، فإن إختصار المقاطعة على الأخوان المسلمين بدون البعثيين والشيوعيين واليساريين وباقي القوميين تفقد المعارضة قيمتها السياسية لأنها ستقتصر على حركة واحدة تقاطع الأنتخابات ، مهما كبرت ولكنها اللون الواحد ، من هنا دوافع الأخوان المسلمين بدفع المعارضة اليسارية والقومية للمقاطعة وإحراجهم لدفعهم نحو المقاطعة .

والأحزاب اليسارية والقومية رغم تواضع إمكاناتها وعدم وحدتها ، فقيمتها أنها تساهم في إعطاء الشرعية إما للحكومة أو للأخوان المسلمين ، وهي لا تحبذ لا هذه ولا تلك وتتمسك بالقائمة الوطنية وتعتبرها إنجازاً وطنياً تسعى لتثبيته وتطويره ، ويستغربون لماذا لا يتوقف الأخوان المسلمين أمام أهمية القائمة الوطنية ولا يطرحونها كشعار لتوسيع وتكبير القائمة بدلاً من الحديث المضلل حول الصوت الواحد ، مع أن القانون ليس صوتاً واحداً بل هو صوتان واحد للمحلية وواحد للوطنية .

الأحزاب القومية واليسارية في مأزق ، ولهذا لم تتخذ قرارها بعد ، بالمقاطعة أو بالمشاركة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات