الحرب تأتي على غفلة

تم نشره السبت 28 تمّوز / يوليو 2012 02:00 صباحاً
الحرب تأتي على غفلة
د.باسم الطويسي

النقاش الحاد الذي تشهده أروقة الدوائر الاستراتيجية الضيقة والمفتوحة في إسرائيل، حول مستقبل الأوضاع في سورية، يشي بأن ثمة احتمالات مفتوحة على خيارات متعددة، وصفت أنها ليست خيارات بين الشر والخير، بل بين السيئ والأسوأ، حسب الوصف الاستراتيجي الإسرائيلي، قد تأتي بحرب على غفلة إذا ما طال أمد مكوث نظام الأسد في دمشق، وإذا ما استمر سيناريو بقاء النظام وانهيار الدولة الذي يعني إسرائيليا احتمالية أكثر بوصول مخزون الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية إلى حزب الله، وإلى تنظيمات متطرفة أخرى.الأنباء الواردة من اجتماعات لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وجلسات الاستماع التي شارك فيها رئيس هيئة الأركان بني غانتس ومديرو المؤسسات الأمنية والاستخبارية، تعيد تقدير الموقف ساعة بساعة، بينما لا تتوقف التقارير الدولية منذ أشهر عن الإشارة إلى قوة النشاط الاستخباري، وربما العملياتي الإسرائيلي على الساحتين السورية واللبنانية، والممتد من البقاع إلى الحدود السورية العراقية. القراءة الإسرائيلية عمليا تخشى المنطقة الرمادية الوسطى. بقاء النظام قد يكون خيرا، وزوال النظام بسرعة مع ضمان ترتيبات إحلال سريعة قد يكون خيرا أيضا. ولكن، كيف تكون حالة الفوضى التي طالما تمنتها إسرائيل هي الشر كله؟ لا يفهم ذلك إلا في ضوء خوف إسرائيل من تسلل جماعات متطرفة إلى المخزون الكيماوي والبيولوجي والقدرات الصاروخية السورية، سواء من حزب الله أو من جماعات من تنظيم القاعدة الذين يتدفقون يوميا إلى سورية، فيما يكثف حزب الله نشاطه الاستخباري مقدمة لنشاطه العملياتي باتجاه الحدود السورية الجنوبية صوب إسرائيل والأردن.ضربة إسرائيلية سريعة وقوية ومزدوجة، تستهدف القدرات الاستراتيجية السورية ومراكز القيادة والسيطرة لحزب الله، تبدو لدى بعض الدوائر الإسرائيلية خطوة مصيرية استباقية، قبل أن يحل شبح الفوضى الذي يعني عمليا فتح ساحة كبرى للفوضى ولالتقاط الأنفاس، وفرصة إيرانية للاستثمار الاستراتيجي ممتدة وسط الجبال والصحارى العربية، من أقاصي جبال طوروس مرورا بالعمق الإيراني وصولا إلى منحدرات طبريا، حيث نقاط الاشتباك الساخنة المتوقعة.التقديرات الإسرائيلية تذهب إلى أن المواقف الغربية التي تدفع نحو تغيير النظام في دمشق لن تقود إسرائيل من يدها الموجوعة إلى هذا السيناريو، ولكنها سوف تتفهم عملية عسكرية إسرائيلية مركزة وعميقة وسريعة وذات أثر حاسم، في الوقت الذي تخشى فيه تلك الدول أن تخسر الرصيد الشعبي العربي المتعاطف مع الثورة السورية، ومع أطروحة إسقاط نظام الأسد بالقوة، وتخدم أطروحة النظام حول المؤامرة الدولية.تزداد المؤشرات الدالة على نهاية حقبة من الألعاب الاستراتيجية التقليدية القائمة على الردع بالشك، والتفاهمات الصامتة، وإدارة الغموض، وصولا إلى الحاسة الاستراتيجية المستيقظة؛ إنها نهاية التفاهمات الصامتة بين النظام السوري وإسرائيل التي أدامت الهدوء على الجبهة السورية نحو أربعة عقود.إقليميا ودوليا؛ الجميع لا يريد الحرب، ولا يقدر عليها؛ أي لا إرادة ولا قدرة في هذه اللحظة لدى جميع الأطراف لخوض حرب جديدة. ولكن حينما تقع الواقعة، فإن على الجميع التعامل معها.إلى هذا الحد، الحرب لا تستأذن الشعوب ولا النخب، ويتخذ قرارها من قبل نخبة صغيرة في لحظة يصل فيها التناقض إلى أعلى مستوياته؛ لحظة يكون فيها تقدير الموقف لدى طرف ما قد تفوق على الآخرين.


(الغد)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات