هل تلتزم الخيم الرمضانية بتصاريحها

لا ينفرد الأردن كما هو معروف بانتشار ظاهرة "الخيم الرمضانية" خلال شهر رمضان المبارك بل هي موجودة في معظم الدول العربية وحتى الإسلامية، نظرا لطبيعة السهرات التي تتميز بها لياليه حتى ساعات الفجر بما في ذلك مائدة السحور قبيل فترة الإمساك عن الطعام، وهي يمكن أن تكون متسعا للخروج من البيوت التي يحولها الحر إلى ما يشبه الأفران أحيانا وقضاء فترات عائلية واجتماعية لها خصوصيتها خلال هذا الشهر الكريم، إلا أنها ربما تتحول إلى ما يتعارض مع آدابه الفضيلة لتصبح ميدانا لسلوكيات منافية له تماما وتثير الإزعاج بشتى صنوفه وأشكاله ! .
قد تكون أمانة عمان الكبرى فعلت حسنا بالتأكيد على أنها تمنح تصاريح وليس ترخيصا لإقامة الخيم الرمضانية، مع اشتراطها في التعليمات الجديدة التي أصدرتها لهذه الغاية أن تكون تابعة لمحل مرخص مهنيا مثل المطاعم السياحية والفنادق ومحلات الكافتيريا والمقاهي وان تكون ملاصقة لها ومرخصة من قبل وزارة السياحة والآثار، وهذا ما يسهل عملية الرقابة عليها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها إلى حد الإغلاق في وجه روادها، إذا ما تجاوزت الحدود اللائقة بآداب شهر رمضان الفضيل ! .
التعليمات تنص صراحة على ضرورة الالتزام بالآداب العامة وعدم إزعاج المجاورين أو استخدام مكبرات الصوت تحت طائلة المسؤولية القانونية والإدارية ، مع ضرورة تجهيز مواقف سيارات كافية وتقديم خدمة اصطفاف المركبات، وفي حال توفر كل ذلك وضمان التقيد بالالتزام به تماما، فان الخيم الرمضانية ستكون خلال هذا الموسم الرمضاني مختلفة عن غيرها في أعوام أخرى كان يسود فيها تجاوز على الأخلاق العامة، من خلال متعهدي حفلات لا يراعون حرمة رمضان أو فريضة الصوم والحكمة الإلهية منها، ليحولوا ليالي رمضان من الصلاة والعبادة إلى فنون أخرى لا علاقة لها لا برمضان ولا حتى بغيره من اشهر السنة الأخرى ! .
المهم في أية تعليمات أن يتم تطبيقها على الأرض وان لا يسمح بالتهاون في أي تجاوز عليها مهما كانت الظروف والملابسات ودعم الداعمين، وهي تنص على إزالة الخيمة الرمضانية المخالفة والعودة على صاحب العلاقة بتكاليف الإزالة مضافا إليها نسبة خمسة وعشرين بالمئة كمصاريف إدارية علاوة على مصادرة قيمة الشيك التأميني الذي تبلغ قيمته ألف دينار، مع المنع التام لتقديم المشروبات الروحية أو الكحولية أو التحايل على ذلك بطريقة أو بأخرى وهذا ما كان يتم في الماضي بما يشكل تعديا على حرمات شهر الصوم والصائمين ! .
اذا ما كانت العاصمة هي الأكثر من بين غيرها من المدن الأخرى في إقامة الخيم الرمضانية، إلا أنها موجودة بكثافة في بعض مراكز المحافظات المكتظة بالسكان مثل الزرقاء واربد وغيرها، مما يتطلب أن تنسحب ذات التعليمات والشروط على التصريح باقامتها من قبل البلديات ذات العلاقة، حتى تكون الحالة واحدة في ضبط هذه الظاهرة التي أصبحت جزءا من تقاليد رمضان في الحياة المعاصرة، ولا يوجد ما يمنع من تجييرها لتكون اضافة نوعية الى الكثير مما يميز الشهر الفضيل ولا يتعارض مع مبادئه وأحكامه ! .( العرب اليوم )