الألعاب الأولمبية

تم نشره الأحد 05 آب / أغسطس 2012 01:56 صباحاً
الألعاب الأولمبية
جهاد الخازن

بما أن السياسة العربية نكد يومي، فإنني أهرب منها إلى الألعاب الأولمبية ففيها ما يعطي العربي إجازة مستحقة في شهر الصوم الكريم.
 
قرأت على هامش الألعاب الأولمبية التي افتتحت في لندن قبل أيام أن السويدية انجبورغ سيوكفست، بطلة الغطس في ألعاب 1932 في لوس أنجليس، هي أكبر معمرة بين اللاعبين واللاعبات، فقد بلغت المئة في نيسان (أبريل) الماضي.
 
ما سبق نُشر في المجلة الأسبوعية لجريدة «الفاينانشال تايمز» اللندنية الراقية، وشهرتها الدقة فهي تتعامل أصلاً بالأرقام، لذلك أشعر بالسعادة وأنا أصحح المنشور، فأقدم معمرة هي السيدة يونغهانس، والدة أختنا سعاد الحسيني الجفالي، أرملة أحمد الجفالي، رحمه الله، أي حماته. وكانت شاركت في بطولة الغطس أيضاً في دورة 1936، وبلغت المئة في كانون الأول (ديسمبر) من سنة 2010.
 
بطلة الغطس يونغهانس لا تزال واعية ونشطة رغم تراجع صحتها، وأراها أحياناً منهمكة في التطريز، وهي هواية حققت فيها درجة عالية من الإتقان، فأدعو لها بالصحة والبقاء بيننا إلى ما شاء الله.
 
منذ أشهر وبريطانيا كلها، خصوصاً العاصمة لندن، أسيرة الألعاب الأولمبية، كما كانت مصر مرهونة للتوريث قبل ثورة الشباب، وعندما حصل خلل في الطريق إلى المطار قبل أسبوعين من بدء الألعاب قامت أزمة وزارية، مع أن خللاً سابقاً في الطريق إلى أكثر المطارات الدولية ازدحاماً في العالم استغرق إصلاحه بين سنة واثنتين من دون أن يحرك العالم ساكناً.
 
سأحاول اليوم تجنب الأرقام والمعلومات الرسمية والتفاصيل اليومية، فجريدتنا لا تبخل بها، وعندنا تغطية واسعة للألعاب وكتّاب رياضيون محترفون من أعلى مستوى.
 
لم نتوقع أن يتفوق افتتاح الألعاب في لندن على ما شهدنا في افتتاح ألعاب بكين، فقد كانت عرضاً مذهلاً لقوة الدولة العظمى المقبلة، وأكثر من مجرد ألعاب نارية واسكتشات رياضية.
 
مع ذلك تستطيع لندن أن تفاخر بأنها استضافت الألعاب الأولمبية ثلاث مرات، الدورة الحالية وفي سنة 1908 وبعد خروجها منتصرة في الحرب العالمية الثانية استؤنفت الألعاب الأولمبية فيها سنة 1948 بعد انقطاعها منذ ألعاب برلين سنة 1936 ودور الصديقة الشابّة القلب يونغهانس فيها.
 
الألعاب الأولمبية فكرة طلع بها البارون الفرنسي بيار دي كوبرتان، لإحياء الألعاب الأولمبية القديمة التي كانت تجري بين لاعبين من ممالك اليونان، وهكذا نظمت أول دورة في أثينا سنة 1896، وتبعتها باريس سنة 1900 لتتزامن مع معرضها المشهور. ولم تجرِ الألعاب سنة 1916 بسبب الحرب العظمى (الأولى) وفي 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية الثانية.
 
عندما أراجع تاريخ الألعاب الأولمبية أجد أنها كانت مجرد هواية للدول والمشاركين، ولم تتحول إلى مهنة أو تجارة حتى السبعينات، عندما أصبح اللاعبون الفائزون نجوماً ويحققون دخولاً لم يحلم بها من سبقهم عبر المشاركة في مباريات ترعاها شركات الملابس الرياضية والأحذية والظهور في إعلانات على التلفزيون ووسائل الميديا الأخرى.
 
في البداية كان المشارك يصل إلى الملعب في باص أو ماشياً، ويعود كما جاء. وقرأت عن مشارك حمل الأوزان قبل الظهر وعاد إلى عمله اليومي بعد الظهر، وعن عدّاءة إنكليزية قالت إنها كانت تتمرن بالركض إلى محطة الباص كل صباح وهي ذاهبة إلى العمل.
 
ذكرياتي الخاصة عن الألعاب الأولمبية كثيرة، وفي سنة 1960 قُبِلتُ في الجامعة وكافأتني والدتي بألف ليرة لبنانية، ما يُعتَبَر ثروة في حينه، فذهبت مع زميل دراسة إلى أوروبا في سياحة بالقطار (اسمه أوتوماتريس من بيروت إلى حلب) وإلى اسطنبول بالقطار العادي، أو ما يُعرف في بعض مراحله باسم «أورينت إكسبرس» الذي اكتسب شهرة عبر رواية لآغاثا كريستي عن جريمة ارتُكبت على متنه. عدتُ إلى بيروت بعد أسبوعين لأجد أن زملاء دراسة يستعدون للذهاب إلى روما لحضور دورة الألعاب الأولمبية فيها. وكانت الألف ليرة تكفي لحضور الألعاب إلا أنني أنفقتها في رحلتي الخاصة، وندمتُ ندامة الكسعيّ (القارئ المهتم يستطيع أن يفتش عنه في كتب الأدب) على فوات الفرصة، ثم ندمتُ مرة ثانية والأصدقاء يعودون من روما ليرووا لنا قصص مغامراتهم هناك.
 
كان فوات الفرصة درساً قاسياً جعلني أصرّ على أن أحضر الدورة التالية، إلا أنها كانت في طوكيو، ومع أنني بدأت العمل وأنا في الجامعة فقد اخترتُ أن أنفق دخلي على شراء سيارة مرسيدس (لزوم بنات الجامعة) بعد سيارتي الأولى وكانت فولكسفاغن «بيتل» صغيرة لا تناسب طموحاتي الجامعية.
 
كتبتُ غير مرة، بالعربية والإنكليزية، عن الدورات الأولمبية التي حضرتها، وكنت أعود إليها في المناسبات، واعتقدت يوماً أن دورة المكسيك، وكانت أول دورة أحضرها، ستبقى أهم دورة لأسباب أشرحها غداً، وجاءت دورة ميونيخ بعدها والهجوم في القرية الأولمبية لتتفوق عليها في الأهمية. وأكمل غداً.

( الحياة اللندية )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات