مسبحة الطاغية بشار

ليس موفقاً تشبيه انشقاق رئيس الوزراء السوري عن نظام الطاغية بشار، ليس موفقاً أن نشبهه بفئران السفينة التي تستشعر الخطر قبل غرقها بلحظات، فتنشق لتهوي في الماء طمعاً بظل نجاة مستحيل.
ليس موفقا ذلكم التشبيه أبداً، رغم بلاغته، ليس لأن من هرب يلجأ إلى بر أمان ويأبى أن يستمر شريكاً بهدر الدم، بل لأن صفحات تاريخ، ما زالت تقرأ علينا، أن ما من طاغية، إلا وسيبقى وحيداً، مثل عمود منخور في الصحراء، أو كجرذ في جحره الغائر في ترابها. والأمثلة أكثر من أن تسرد أو تعدد.
لن نضحك على مهازل النظام أو خبله الإعلامي، من أن إقالة رياض حجاب كانت قبل انشقاقه، وأن انشقاقه جاء بعد إقالته، فهذه النهفة ستدرج إلى تخبطات نظام يترنح ترنحَ ما قبل السقوط بقليل.
المسبحة خيط، وقد انقطع خيط نظام بشار الطاغية، وانفرطت حباته، فانتظروا مزيداً من الذين سيهربون. أما أن يقلل النظام من شأن انشقاق حجاب، فهذا صحيح وحقيقي، لأنه نظام عصابة ضيقة، وان المسؤولين من خارج دائرتهم الأمنية، جيء بهم (ماليكاناً) لا تقدم أو تؤخر، ويراد منها أن تحمل ثيابهم القذرة ووزرهم فقط، ولهذا يحق لنظام عصابات كنظام الأسد، أن يقلل من شأن إنشقاق رئيس وزرائه.
وقريباً سنرى سقوط صنم الطاغية، كما سقط من قبله زين العابدين وتشاوتشسكو والقذافي ومبارك وغيرهم. فلمثل هذا اللحظات، تعيش الشعوب المكبوتة التي هرمت بالخوف والاستبداد والظلم، لمثل هذا اليوم تعيش لترقص مع نشوة النصر يدا بيد. ولمثل هذا اليوم يصطف الناس، ليشاهدوا كيف تتمرغ هامات الذين تجبروا وعتوا وأسالوا دماء شعوبهم أنهارا.
أكاد أرى نهاية بشار ماثلة أمامي. نهاية تليق بطاغية استطاب القتل والتعذيب، وأبى إلا العيش على تراب الحقيقة واستحقاقاتها، وظل يدعي المقاومة والممانعة، حتى عرفنا أنها مقاومة لكل حرية، وممانعة عن كل حياة كريم، أما ممانعة العدو ومقاومته، فهذا من مهازل النظام وكذبه المقيم، وسنرى كيف سيحزن العدو الإسرائيلي على سقوط بشار.
أيها السوريون الأحرار: لم يبق من نظام الطاغية إلا ما يبقى من ذنب السحلية المقطوع. تضرب به يميناً وشمالاً، ولكنها ما تلبث أن تموت. إنها رقصة المذبوح المفضوح، رقصة الطاغية قبل أن يتهاوى منبوذاً إلى مزبلة التاريخ. فسلام على سوريا، من درعا إلى القامشلي، إلى اللاذقية والسويداء. سلام على دماء الشهداء، التي ستزهر حرية وكبرياء.( الدستور )