برنامج تصحيح اقتصادي يحظى بالقبول والترحيب

تم نشره الثلاثاء 07 آب / أغسطس 2012 12:57 مساءً
برنامج تصحيح اقتصادي يحظى بالقبول والترحيب
د. فهد الفانك

من أفضل ما قرأت مما يلخص معنى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي أنه يشكل اعترافاً من الحكومة الوطنية في البلد المعني بأنها غير قادرة على إدارة شـؤونها المالية ، وأنها لذلك على استعداد للعمل بموجب إملاءات الصندوق.
عدم القدرة على إدارة الشؤون المالية لا يعني نقصاً في المعرفة العلمية أو الخبرة العملية ، بل عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة إتقاءً لغضب الرأي العام غير المهيأ لقبول التضحيات التي يفرضها الواقع الصعب.
والإملاءات التي ستصدر تباعاً عن الصندوق وتلتزم بها الحكومة هي بالذات ما ترغب الحكومة في تنفيذه ، وتعرف أنه ضروري لمصلحة البلد ، ولكن مركزها السياسي لا يسمح بها باتخاذ قرارات صعبة مثل التخلي عن تثبيت الأسعار المتحركة أو زيادة الضرائب على الأقوياء.
ليس غريباً والحالة هذه ان يكون الصندوق (أرحم) من بعض وزراء المالية الذين كانوا يطلبون من الصندوق أن يكون أكثر شدة ، وأن تكون مهلة التنفيذ أقصر ، فالدور المطلوب من الصندوق ليس اكتشاف السياسات المالية الحصيفة بل تقديم غطاء للمسؤول الذي يريد أن يعتذر بأنه مضطر للتصرف تحت ضغط الصندوق.
وليس غريباً أن يكون قلب البنك الدولي (أرق) في بعض الحالات من قلب وزير المالية في مراعاة الاعتبارات الاجتماعية ودعم شبكة الأمان الاجتماعي.
إصلاح الدعم ، أو تخفيضه ، لا يقصد به المساس بالفقراء ، فالمطلوب زيادة دعمهم ، ولكن هناك فرقاً شاسعاً بين دعم الفقراء ودعم السلع نفسها التي يشتريها ويستهلكها الفقراء والاغنياء على السواء ، وبذلك تكون الاستفادة من الدعم تتناسب مع حجم الاستهلاك ، وهو كبير جدأً في حالة الأغنياء ، وصغير جدأً في حالة الفقراء.
لا توجد جهة محلية أو خارجية تقف ضد دعم الفقراء ومراعاة الاعتبارات الاجتماعية ، ولكن الموقف ضد دعم السلع وتثبيت الأسعار ، فلا غرابة إذا كانت سياسة التقشف تسير جنباً إلى جنب مع شبكة الأمان الاجتماعي.
الإصلاح الاقتصادي المطلوب لا يقف عند إلغـاء دعم السلع على أهميته ، بل بتجاوزه إلى زوايا أخـرى ، مثل تحفيز النمو الاقتصادي ، ضبط التضخم ، زيادة الصادرات ، تعديل الموازين المختلة ، رفع الإدخارات المحلية ، تحسين المناخ الاستثماري ، وحماية الاستقرار النقدي.
خلافاً للتخوفات ، فإن توقيع برنامج تصحيح اقتصادي مع صندوق النقد الدولي لم يواجه بأية اعتراضات ، فهناك قناعة كاملة بأن الواقع الراهن يجعل هذه الخطوة ضرورة قصوى غير قابلة للمماطلة او التأجيل. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات