معركة درعا
بعد ما تم تداوله عن تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق وانتشار ما بين خمسة الآف وعشرة الآف مسلح مما يعرف بالجيش الحر ولواء التوحيد التابع للاخوان المسلمين والقاعدة، شهدت الصحافة الأردنية حرب توقعات، بين أقلام تتوقع سقوط النظام، واخرى ترى ان هذه المسألة بعيدة وان رمضانا آخر سيمر على دمشق والأسد باق في السلطة..
بعد سيطرة الجيش على العاصمة ومقتل الاف المسلحين تواصلت حرب التوقعات السابقة حول معركة حلب بين أقلام اعتبرتها (أم المعارك) ونهاية الأسد قبل نهاية رمضان، وبين اخرى تعتبرها نسخة مكررة لمعركة دمشق مع خسائر اكبر في صفوف المسلحين بالنظر لوجود عشرين الفا منهم في حلب وبينهم (متطوعون امميون) كما قال احد الكتاب الذين كتب في رمضان 2011 ان سورية مقبلة آنذاك على أول عيد من دون الأسد..
وعلى أهمية كل ما سبق، وبعد حسم المعارك الكبرى في دمشق وحلب واختصار مشهد المسلحين فيها على جيوب هنا وهناك لأغراض إعلامية، سربت صحافة العدو نقلا عن مصادر استخباراتية أمريكية وفرنسية وبريطانية، سيناريوها جديدا لمعركة جديدة في درعا لا تزال تصطدم، حسب هذه الصحافة، بعدم رغبة الأردن بتحويل حدوده على طريقة عكار اللبنانية والحدود التركية بالرغم من الاغراءات المالية الكبيرة من دول معروفة..
وحسب هذه الصحافة، فان الأردن يحتفظ بمصالح حيوية للغاية في الشريط الحدودي مع سورية، منها الكثافة السكانية للقرى الحدودية، وأهمية الموقع المائي والاستراتيجي حوض اليرموك الذي تنتظر (دولة العدو الصهيوني) بفارغ الصبر انفجار سورية للسيطرة عليه واستكمال الحوض المائي المحتل من الجولان إلى مزارع شبعا..
وبالاضافة للموقف الأردني المذكور، فلا تزال الصحافة هنا ميدانا لصراع بين أقلام تحرض على التدخل الأردني من مواقع وخلفيات متعددة، وبين أقلام ترى ان الحياد هو الذي يخدم الأمن الوطني الأردني فضلا عن ان مصير معركة درعا لن يختلف عن معركة دمشق رغم كثافة الامداد في ريفها، وعن معركة حلب رغم (المساحة الكبيرة) المؤازرة للمسلحين بين المدينة والحدود التركية وكل ما يستطيعه الضغط المالي والسياسي والإعلامي على الأردن، هو المشاركة بعد احتمال واحد، وهو احتمال بعيد وهو نجاح الأمريكان والفرنسيس والإنجليز وجماعاتهم في اسقاط دمشق.
( العرب اليوم )