تصيُّد

تم نشره الثلاثاء 14 آب / أغسطس 2012 01:31 صباحاً
تصيُّد
د. محمد نوح القضاة


كثيراً ما يقع الناس فيها، وكثيراً ما تحصل في مجالسنا، وكثيراً ما نراها على صفحات المواقع التي تنشر أخبارنا مما فعلناه وأحياناً مما لم نفعله! ومما قلناه - أي المجتمع- وما لم نقل!! وكثيراً ما يُختزل الكلام ويُنقل للآخرين وتبدأ عندها المشاكل والتبريرات، لقد جاء لهذا الفعل وصف مختصر معبر مفيد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع ،كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي أجزرني - أعطني- شاة من غنمك .قال :اذهب فخذ بأذن خيرها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم!! "
 صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما وصف، لقد جاء الرجل إلى الراعي ليطلب منه، فأفسح له الراعي المجال أن يأخذ من الغنم ما يشاء ويتجول بينها كيفما يشاء، غير أن الرجل السائل لم يوافق هواه من كل الحلال ولم يأسر قلبه من كل الموجود ولم يعلق في ذهنه من كل ما رأى ولم يناسب نيته إلا كلب الغنم! ذلك أن الطيور على أشكالها تقع وقديماً قِيل وافق شنٌ طبقة!
 أليس هذا واقعا يعيشه الناس اليوم، ومن منا إذا جلس مجلساً وأبحر في الكلام ولم يقع منه سهو أو زل؟! أو قل مبالغة تقتضيها طبيعة الحديث أحياناً رغم أنها خطأ - وهذه مجالسنا كما نعرف، فيكون بين الجالسين من لا يعلق في ذهنه إلا جملة لم تكن هي محور الحديث ولا مرتكزه بل قالها قائل عرضاً من دون مقصد، وإذ بها الجملة الوحيدة التي يتناقلها الناس وينسون كل حديث دار في الجلسة!
 أليس هناك من يجالس ليحفظ عليهم سقطاتهم أو زللا من كلامهم ثم يجعل منه عنواناً عريضاً يلفت الأنظار ويشد السامعين والمطالعين!
 إن خُلق المسلم يأبى عليه مثل هذه الأفعال لأن شعاره: ( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) ومنهجه : ( من أقال - أعذر - نادماً- مخطئاً- أقال الله عثرته يوم القيامة) وشتان بين جيل أو مجتمع أدبه نبيه صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه، ومجتمع اعتاد الفضائح وألِفها.
 إنها اليوم دعوة صادقة لاستبدال النصيحة بالفضيحة، والإرشاد بالإرصاد. دعوة لتغيير منهج الإعلام واللسان منهج دعا إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم في ضيفه دعوة فقال ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء الذي إذا رأى حسنة سدّها- دفنها- وإذا رأى سيئة عدّها).
 الخيار لك: أن تكون داعية فساد وإفساد أو تكون داعية صلاح وإصلاح وستر ونصيحة ليست دعوة للتغاضي عن المفسدين ولكنها دعوة أن لا تكون كذلك الرجل ! .

( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات