الثبات

في خواتيم شهر رمضان المبارك يبدأ المسلم باستعراض منجزات الشهر الكريم، وإذا بالقائمة حافلة بالخير الكثير، فمن قراءة القرآن إلى صلاة التراويح إلى أداء صدقات وصلة أرحام واجتماع المحبين إلى صلاة الفجر حاضرة، وعمارة المساجد. وحنو على الأيتام، وتفطير صائمين.. وغيرها كثيرة هي المظاهر الخيرة التي تكثر في شهر البركة والعتق من النار.
 لكن المشكلة أن هذا الخير الذي نشهده في معظمه موسمي، ما أن يُعلن العيد حتى ينتهي العمل به، وكأن ما في أشهر السنة لا تقبل مثل هذه الأعمال الصالحة! وهنا يحتاج المسلم إلى الثبات.
 إن المسلم الذي اعتاد فعل الخيرات في شهر رمضان، يحتاج إلى الديمومة على برنامج سنوي يلتزمه تقرباً لله تعالى والبرنامج المقترح كالآتي:
 1.في رمضان كنت تقرأ جزءاً من القرآن الكريم كل يوم، فحافظ على خمس صفحات يومية بعد رمضان.
 2. في رمضان كنت تصلي التراويح ثماني ركعات في أقل تقدير،فحافظ على ركعتين من قيام الليل وهو يبدأ من آذان المغرب وينتهي بطلوع الفجر.
 3. في رمضان كنت تحافظ على صلاة الفجر جماعة في المسجد، فحافظ على أن لا تفوتك الفجر حاضرة ولو في بيتك.
 4. في رمضان كنت تزور المسجد في كل يوم ثلاث مرات على أقل تقدير، فحافظ على صلتك بالمسجد ولو مرة كل يوم.
 5. في رمضان دعوت أقاربك وأرحامك وأخواتك، فلا تقطع رحمك بعد رمضان .
 6. في رمضان أخرجت صدقة الفطر، وتصدقت من مالك، فلا تحرم الفقير والمسكين والأرملة ما دعوتهم عليه من نفقة ولو كانت قليلة.
 إن الثبات على العبادة مرحلة مهمة بعد رمضان ثم تصبح شيئاً أساسياً من حياتك وجزءاً مهماً من شخصيتك، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
 أعمال جليلة لو نظرت إلى نفسك وانت تقوم بها في رمضان لرأيت أنك قادر على أن تكون عنصراً إيجابياً في مجتمعك، مواطناً صالحاً في نفسك. وعبداً مقرباً من ربك، وزوجاً محباً وأباً طيباً وأخاً وصولاً. وكل ذلك اجتمع فيك يوم أن صفدت مردة الشياطين. فانطلقت خيرات نفسك الكامنة وظهرت على حقيقتها.
 فهل لك بعد انتهاء رمضان وانطلاق الشياطين من أصفادها وعودتها لعملها ان تدعو الله تعالى لك ولاخوانك واخواتك بالثبات !
 
( العرب اليوم )