نعم لمعارضة مرسي والإخوان!

تم نشره السبت 25 آب / أغسطس 2012 02:22 صباحاً
نعم لمعارضة مرسي والإخوان!
* حلمي الأسمر

لا نفهم الدعوات والفتاوى الرعناء التي أطلقها البعض هادرة دم من يعارض حكم الإخوان المسلمين في مصر، إلا باعتبارها آراء شاذة عن النص الشرعي والقانوني والسياسي، فالمعارضة ضمان لعدم تغول جهة على مقاليد الحكم في البلاد، وهي سمة من سمات الدولة المدنية الديمقراطية، ومن حق صاحب رأي أن يعبر عما يجول في خاطرة بالطرق السلمية المعروفة، فحرية الرأي والتعبير هي نفسها التي جاءت بحكم الإخوان ومرسي!

الموقف الرسمي لإخوان مصر والرئيس مرسي لم تشبه أي شائبة، فقد كان منضبطا باللعبة الديمقراطية، وكل ما خرج خلاف ذلك لم يكن معبرا عن حقيقة هذا الموقف.

نفهم أن بين من خرج بالأمس رافعا شعار «لا لحكم الإخوان» من هم من اذناب النظام المخلوع، ومن اساء فهم الإخوان، أو حتى لا يريد ان يفهمهم وليس معنيا بهذا، لكن بين هؤلاء أيضا أصحاب وجهة نظر معتبرة، يعارضون من حيث المبدأ حكم الإخوان، وما يسمونه «هيمنة الإخوان» على مقاليد السلطة، الخلاف الجوهري هنا من يدعو إلى إسقاط الرئيس عن طريق المظاهرات والفوضى، هذا ليس سلوكا ديمقراطيا، فالرئيس جاء عبر صناديق الاقتراع، وإسقاطه يتم بالطريقة نفسها، أما الضجيج والجعجعة التي يطلقها أعداء الرئيس فهي شرب من الغوغائية المرفوضة.

معارضة الإخوان واجب ديمقراطي، وهم ليسوا استثناء، لأنهم مجرد جماعة سياسية تهتدي بهدي الإسلام، وليست ناطقة باسم الإسلام، وليس لهم أي قداسة من اي نوع، فهم بشر يجتهدون ويخطئون، واستئثارهم بكامل المشهد السياسي أصلا ليس في مصلحتهم، لأنهم يحملون في هذا حملا لاقبل لهم به، فبناء الأوطان التي دمرتها الدكتاتورية المطلقة والفساد السرطاني يحتاج لجهد وطني يشارك به الجميع دون استثناء أحد.

طبعا لا يقلل من أهمية ما جرى، أن من شاركوا في مظاهرات الأمس المعارضة لمرسي والإخوان لم يكونوا بالحجم الذي يعتد به، لأن مسألة الأعداد لها حساباتها الأخرى فثمة من يعارض الإخوان ولم يخرج، كما أن ثمة من يؤيدهم ولم يخرج أيضا، المهم أن هناك معارضة، ويجب أن تتأطر وتنظم، كي يجتهد حكام مصر الجدد ويسددوا ويقاربوا ويعرفوا أن هناك معارضة تتربص بهم، وتبحث عن اخطائهم، كي لا يقعوا فيها أصلا!

وجود المعارضة ليس جزءا من اصول اللعبة الديمقراطية فحسب، بل هي سمة بشرية لم تغب حتى عن عهود الإسلام الأولى، ويجب التعامل معها بمنتهى التسامح والاستيعاب والحوار.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات