الأسير السوري صدقي المقت شاهداً

مرَّ حدث الافراج عن الأسير السوري ابن الجولان (صدقي سليمان المقت) بعد 27 عاماً أمضاها في سجون العدو بلا عناية إعلامية تناسب حجم هذا الحدث، فباستثناء الإعلام السوري وبعض الإعلام اللبناني، فإن الآخرين مروا على الخبر بهدوء، وفي كثير من الحالات تم تجاوزه بالكامل. غير أن قرى الجولان أقامت له احتفالاً كبيراً وظهر الى جانبه طوال الوقت المطران الفلسطيني المناضل عطا الله حنا.
التفسير واضح ولا يحتاج لعناء، إنه يكمن في موقف الأسير المحرر وأهله وشعبه في الجولان. وأرجوكم أعطوا قليلاً من وقتكم لمشاهدة الأسير وهو يلقي كلمته عند وصوله الى ساحة سلطان باشا الأطرش في بلدة مجدل شمس المحتلة، وهي متوفرة على "يوتيوب".
ستستمعون الى كلام استثنائي في حب الأوطان، وبالنسبة للأسير في حب سورية، كل سورية؛ ترابها وسمائها وشعبها وجيشها وشهدائها منذ يوسف العظمة وحتى داوود راجحة. ستستمعون من مناضل أمضى كل هذه السنوات في السجون الى استنتاج حول العلاقة مع هذا السجان يقوله صدقي المقت بكل بساطة: "لا خيار إلا خيار المقاومة".
هنا بالذات يكمن سر محاولات تهميش حدث بمثل هذا الحجم، ولكم ان تتصوروا الحال لو أن الأسير صدقي المقت يتخذ الموقف الآخر مما يجرى في وطنه، وكيف كانت وكالات الأنباء والفضائيات ستتزاحم أمامه.
لدي اقتراح قد ينفع عندنا نحن الذين نقع تحت تأثير الكثير من الشهود من مختلف الأطراف: تعالوا نحترم أو نقبل صدقي المقت شاهداً على ما يجرى. بل تعالوا نحترم أو نقبل أبناء الجولان أنفسهم شهوداً على ما يجرى في وطنهم. هل بمقدور عاقل أن يشكك في صدقية هؤلاء عندما يحددون موقفهم؟ ( العلرب اليوم )