فيلم فلسطيني.. مُمِّل!

تم نشره الإثنين 27 آب / أغسطس 2012 01:46 مساءً
فيلم فلسطيني.. مُمِّل!
محمد خروب

يصح القول إن الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية التي هي في معظمها مفتعلة وذات خلفية شخصية, تدور في الاساس حول صراع محموم على السلطة، محمول على ثقافة تصفية الحسابات واخرى فصائلية وثالثة متصلة بطبيعة التحالفات, التي ينسجها الطرفان الاقوى في المشهد الفلسطيني الراهن وهما حركة فتح وحركة حماس..
نقول: صحيح الاستنتاج بأن سبب العزوف المتزايد الذي تبديه الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية, هي الخلافات المتواصلة داخل الصفوف الفلسطينية, على نحو اصاب هذه الدول التي في معظمها أصلاً «غسلت أيديها» من القضية الفلسطينية ورفعت شعاراً مضللاً وانهزامياً هو «نقبل ما يقبل به الفلسطينيون»!!, بالملل والنفور، ما بالك ان دول الربيع العربي رفعت هي الاخرى ذات الشعار الذي يعفيها من المسؤولية الاخلاقية والقومية, وخصوصاً انه يرضي واشنطن وتل ابيب وكل حلفائهما في المنطقة العربية بما في ذلك السلطة الفلسطينية, التي لا تستطيع – بل لا ترغب – في مغادرة مربع «المفاوضات خيارنا الاستراتيجي» وتواصل التمسّك بوهم أنها سلطة وأنها مشروع دولة وانها زعامة وغيرها من التُرّهات, التي لم تغب عن ذهن اصحاب السلطة بعد التوقيع على اعلان اوسلو, في مثل هذه الايام قبل تسعة عشر عاماً (13/9/1993)..
آخر ملفات الفيلم الفلسطيني المُمِّل والمتواصل والمتمادي، سطحية وارتجالاً ومناكفات, هي حرب التصريحات التي اندلعت بعد تسريب خبر عن حضور رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية مؤتمر عدم الانحياز في طهران الخميس المقبل, بعد أن وجّهت له ايران دعوة رسمية.. سلطة رام الله استبد بها الغضب وخرجت على ايران مُهِدّدة بأن رئيسها «لن» يحضر القمة اذا حضرها هنية بأي صفة كانت، وما تزال الامور مسربلة بالغموض، سواء في ما خص الدعوة الايرانية التي قيل انها لم تُوجّه لهنية اطلاقا أم في طبيعة الهدف الذي يقف خلف تهديد عباس بمقاطعة المؤتمر بعد ان لم يتأكد من صحة التسريبات.
نحن اذا امام فانتازيا سياسية فلسطينية تبعث على الاسى والحزن، وتعكس في جملة ما تعكس، حجم الضعف والتهافت الذي باتت عليه سلطتا (وحركتا) رام الله وغزة، وكيف تُبْدِيان كل هذه الحماسة الفصائلية والشخصية ازاء امور هامشية وعابرة فيما تواصلان الصمت – حدود التواطؤ – عما يجري في الاراضي الفلسطينية من استطيان وتنكيل وقتل واعتقالات في الاراضي المحتلة لم تُكلّف واحدة منهما نفسها مجرد اصدار بيان شجب او ادانة او تهديد باجراء ميداني (غير عسكري بالطبع حيث رفعتا الراية البيضاء منذ زمن) يضع حدا للعبة المستمرة المسماة اوسلو، أو يدعوان الى خطوة شعبية ما ضد اجراءات التهويد المتسارعة التي تفرض نفسها على القدس وفلسطينييها.
الفيلم الفلسطيني الممل المعروض الان على الاثير، سبق ان شاهدناه في فصول الخلاف (على الانتخابات مثلاً وخصوصاً مسرحية المصالحة) والصراع على السلطة، المفتوح بين حركتي فتح وحماس ورأينا احد اسوأ فصوله في الاشهر او الاسابيع القليلة الماضية وخصوصا بعد احداث سيناء الاخيرة عندما رأينا فتح «شامتة» بحماس بعد الغضب المصري على العملية الارهابية التي اودت بحياة ستة عشر مجندا مصريا وبعد اغلاق القاهرة لمعبر رفح والبدء بتدمير انفاق غزة، بل ذهب ياسر عبدربه وصائب عريقات حدود توجيه الاتهام مباشرة لحماس بالمشاركة في هذه الجريمة، وهو امر يخرج عن كل اللياقات والاعراف الوطنية والاخلاقية.. دون ان ننسى بالطبع الغضب الذي اظهرته السلطة بعد «خروج» حماس من دمشق وكانت تتمنى لو بقيت هناك، حتى تلحق بها المقاطعات والعزلة التي فرضها بعض العرب على سوريا لكن حماس – مثلها مثل فتح – اكثر انتهازية من حزب سلطة رام الله، وكلاهما ضليعة في التنكر للاصدقاء والحلفاء، وكل ما يهمهما هو ارسال الرسائل الى الراعي الاميركي كي يفتح دفتر شيكاته ويبسط «رعايته» السياسية، وهنا تكمن «عقدة» الفيلم المّمل الذي نشاهد آخر فصوله (في اشكالية حضور مؤتمر طهران)، حيث سئم الفلسطينيون – قبل العالم العربي وقبل العالم اجمع – كل هذا التهافت والصراع المحموم على سلطة مُتوَهمة، لا اساس لها ولا قواعد غير «البروتوكول» الذي يتمناه رئيس الحكومة المقالة لنفسه فيما يصر رئيس سلطة رام الله على انه «حق» مكتسب له، لا يحق لاحد ان ينازعه اياه او يتجرأ احد في الخارج على المساس به، رغم انه «حق»... اوهى من خيوط العنكبوت!! ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات