أوراق الأسد المحترقة !

تاريخيا كان النظام السوري لاعبا محترفا في استخدام الاوراق السياسية لصالحه ولمصالحه، فقد لعب في الورقة الفلسطينية الى ان حولها الى ورقة بائسة فاقدة القيمة ولولا حنكة ودهاء المرحوم ياسرعرفات الذي نجح في انتزاعها من يدي حافظ الاسد لبقيت الى الان في يد هذا النظام الذي تاجر بها على طريقة «تجار الشنطة»، اما الورقة اللبنانية فحدث ولا حرج، هذا علاوة على الورقة العراقية التي حاول اللعب بها من خلال تحالفه الطائفي مع نظام الملالي في ايران.
اليوم وبعد ازمته العميقة جدا والمتمثلة في الثورة الشعبية - المسلحة ضده فهو يحاول اعادة انتاج بعضا من هذه الاوراق في محاولة لاطالة عمره وكسب مزيد من الوقت وامتلاك مساحات سياسية للمناورة، ومن ابرز هذه الاوراق هي «الورقة الطرابلسية» حيث يحاول النظام السوري زيادة حدة المواجهة الطائفية بين علويي جبل محسن وسنة باب التبانة والاغلبية الطرابلسية في المدينة والاقضية والبلدات المحيطة بها، فالنظام باقدامه على اشعال هذه الحرب المرشحة لمزيد من الدموية يهدف الى امتلاك ورقة جديدة يساوم فيها امنه واستقراره بامن واستقرار «السلم الاهلي اللبناني» سواء في طرابلس الان او بيروت غدا والجنوب بعد غد وربما الشمال المسيحي في وقت لاحق ما بين حلفائه من ال فرنجية في زغرتا والبلدات المحيطة بها وما بين اعدائهم التقليديين من حزب الكتائب والقوات اللبنانية وتحديدا الدكتور سمير جعجع.
يعلم النظام السوري هشاشة الوضع الداخلي اللبناني امنيا وسياسيا ولذا فهو يعول على مساومة استقراره باستقراره هو، ويدرك حساسية الوضع اللبناني لدى عواصم مهمة مثل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، وهي كلها دول لها تاثيراتها المختلفة على مجريات التطورات في سوريا وستكون ردود فعلها اكثر قسوة في معاقبة النظام.
اما الورقة التي عاد النظام السوري الى اللعب بها بعد ان حرقها بنفسه عام 1996 هي ورقة حزب العمال الكردستاني، ففي ذلك العام وبعد عدة عمليات ارهابية قام بها الحزب داخل تركيا وجهت اسطنبول انذارا جديا لحافظ الاسد بانها ستقصف دمشق ان لم تطرد عبد الله اوجلان، والكل يعلم انه وخلال يوم واحد فقط كان اوجلان خارج سوريا ليقع بعدها في ايدى الاجهزة الامنية التركية، اليوم يعاود النظام نفس اللعبة من خلال احتضانه العناصر المقاتلة للحزب للانطلاق بعمليات عسكرية وتفجيرات ارهابية داخل تركيا وهي لعبة قد تدفع بتركيا التفكير جديا بالتدخل العسكري في منطقة الحدود السورية.
اما الورقة الثالثة التى يفكر النظام في استخدامها وعلى طريقة شمشون الجبار «علي وعلى اعدائي» فهي تصدير الارهاب، فهو الان يعتبر الارهاب وسيلة لعقاب كل من لم يقف معه، وبكل اسف فمازال النظام يملك ادواته الارهابية من فصائل تابعة له سواء اكانت فلسطينية او لبنانية او فصائل تابعة لايران ويستطيع استخدامها في هذه المهمة القذرة، ورغم العواقب الوخيمة المحتملة كرد فعل لدى الدول التى سيطالها الارهاب السوري الرسمي المحتمل الا ان العقلية الحاكمة في دمشق بدأت تنفيذ سياسة حافة الهاوية ومبدأ شمشون الجبار. ( الرأي )