ريشيل كوري ضحية حرب!

شابة جميلة في عمر الورود تقف أمام جرافة إسرائيلية ببراءة ظنّاً منها أنها ستمنع ذلك القاتل من تدمير منزل، فلا يتوقّف ذلك المجرم عن مسيرته إلا بعد أن تنهش مركبته العملاقة جسدها الصغير، في مشهد لا يليق إلا بفيلم هوليوودي مليء بالدم والاجرام.
لم تكن ريشيل كوري تحمل سلاحاً، ولم تكن في يوم عضواً في تنظيم فلسطيني مسلح، ومع هذا فالمحكمة الاسرائيلية تعتبرها راحت ضحية حرب، لهذا فلا مسؤولية على الجيش الاسرائيلي، الذي يمتلك الجرافة، ولا مسؤولية على سائقها القاتل الذي فعل فعلته امام الكاميرات وبدم بارد.
المحكمة، مشكورة على تحقيقها العدالة على الطريقة الاسرائيلية، لم تقف عند هذا الحد، فقد رشّت على الجرح بعض السكّر، فعبّرت عن اسفها على مقتل كوري، وكأنها ذهبت ضحية رصاصة طائشة في حرب لا تعنيها ووجدت في ميدانها بالصدفة.
اسرائيل تعيش، هذه الايام، أزهى سنوات عمرها، فليس هناك من رادع ولو على سبيل الضحك على الذقون، ولا حتّى لمجرد تبرير صوري شكلي، وليس هناك ما يضطرها لمحاولة اللعب على الكلمات، وهي تعترف جهاراً نهاراً بغطرستها وتتفاخر بجرائمها، ولم يعد المثل: اذا لم تستح فافعل ما شئت مناسباً في هذه الحالة، وينبغي ان يكون: اذا لم يستح العالم الغربي فلتفعل اسرائيل ما تشاء. ( الدستور )