هذا ما يريده الأردنيون!

تم نشره الثلاثاء 04 أيلول / سبتمبر 2012 12:36 صباحاً
هذا ما يريده الأردنيون!
حسين الرواشدة


أثبت الشارع الأردني على مدى عامين من «الاحتجاجات» انه عقلاني بامتياز.
تلك، بالطبع، طبيعية «الأردنيين» الذين اتسمت شخصيتهم بالطيبة والعفوية، وبالقدرة على التحمل وبالعنادة، لكن حين تدقق في المشهد أكثر تكتشف بأن من أبرز سمات هذه الشخصية «الاصرار»، وهذا ما يفسر استمرار الناس في المطالبة بالاصلاح لمدة عامين، دون أن يملّ هؤلاء أو يكلوا، ودون ان نشهد أعمال عنف أو اشتباكات، وهذه بحد ذاتها مسألة مدهشة حقاً.

حين أشعر بشيء من الاحباط، أتذكر - دائماً - هؤلاء الناس الذين يستحقون كل خير، فأطرد على الفور فكرة «الهروب» من الواقع، وتتجدد داخلي طاقة من العزيمة، وأحاول بما استطعت أن اكون «ضميرهم» الناطق، وكم أحس بالسعادة حين استطيع ان أخدم صاحب حاجة، أو اوصل صوت ملهوف لاسماع المسؤولين، هذه ليست وظيفة الكاتب وانما هي رسالته وقضيته، ويفترض ان تكون قضية كل مسؤول.

السؤال الذي يجب ان نطرحه اليوم - كأولوية - وان نوجه اليه نقاشاتنا العامة هو: ماذا يريد الأردنيون؟ وما الذي يقلقهم؟ ثم كيف نعيد اليهم الشعور بالهمة والأمل؟

الاجابة بسيطة للغاية: انهم يريدون الاصلاح، ويزعجهم تباطؤه، والاصلاح - هنا - يتجاوز طروحات النخب التي تبحث عن «نصيبها» في كعكة السلطة كما لا يجوز اختزانه في قانون انتخاب أو تعديلات تشريعية.

الاصلاح المطلوب «شعبيا» يتطابق مع العدالة حين تستقيم موازينها، ومع المسؤولية حين يتم تعظيم قيمها وترسيم حدودها، ومع الحرية حين تكون دافعاً للابداع وحاضنة للخير العام.

لا يمكن للاصلاح ان يخرج الا من «رحم» الأمن، لكن ليس الأمن بمفهومه السائد، وانما الأمن المرتبط «بالعدل» والاحسان، وبالقانون الذي تتلازم فيه الحرية بالمسؤولية والمحاسبة، والامن الذي يجعل المواطن مطمئناً على نفسه ومعاشه وحقوقه وحاضره ومستقبله، الامن الذي يبدأ «بالنفس» ويفضي الى المجتمع، ويراعى فيه ترتيب الاولويات بحيث لا تطغى واحدة على الاخرى.

ما يريده الأردنيون، وما يصرون على تحقيقه (لمن لا يعرف) هو هذا الاصلاح المتلازم والمتكامل مع الامن بمفهومه الشامل، وعليه يمكن ان نفهم «ألغاز» حراكاتهم ومطالباتهم، وان نستوعب دروس صبرهم وتحملهم، وان نفك شيفرة احساسهم «بالخوف» والامل، لا لكي ندير وجوهنا لهم، وانما لكي نمد لهم يد التقدير والاحترام، ونتعامل معهم بمنطق «الجدارة» التي يستحقونها.

مشكلتنا مع الناس أننا لم نفهمهم بعد، ولم نفتح قلوبنا لاستقبال ذبذبات أشواقهم ومطالبهم، ومشكلتهم أنهم لم يعودوا قادرين على طي صفحة الماضي التي كتبت - ظلماً - باسمائهم وتعبهم، لكن لا بد ان نستدرك ذلك كله، وان نفتح عيوننا على المصالحات التي تطفىء الضغائن، والمحاسبات التي تبدد المظالم، والتوافقات التي تقيم موازين العدل من جديد وتجمع «الاشتات» على كلمة سواء لا غالب فيها ولا مغلوب.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات