محمود الجوهري..في ذمة الله
محمود الجوهري في ذمة الله، هذا قضاء الله وقدره لا اعتراض على مشيئة الله.
صباح أمس تلقيت الخبر الحزين، الكابتن محمود الجوهري لا يمهله النزيف الحاد في الدماغ الذي تعرّض له عصر الجمعة سوى أربعة أيام أو أقل، منهياً حياة حافلة بالإنجازات والانتصارات والألقاب لقامة كروية مصرية عربية إفريقية، بل عالمية وكذلك أردنية.
شاءت الأقدار أن تكون عمان المحطة الأخيرة في حياة الجوهري وشاءت الأقدار أن يودّعنا الجوهري واقفاً، بعدما ظلّ حتى الساعات الأخيرة على رأس عمله مستشاراً للأمير علي بن الحسين لشؤون الكرة ومشرفاً على برامج التطوير في اتحاد الكرة.
الذين كانوا مع الجوهري صباح الجمعة الماضي في ملعب البولو بمدينة الحسين للشباب في مناسبة افتتاح مراكز الأمير علي للواعدين، لم يخطر في بالهم أنّهم يودعون الجوهري وأنّه يودعهم.
يوم الخميس الماضي كان الجوهري في مكتبه باتحاد الكرة على رأس عمله، وكل الذين التقاهم في ذلك اليوم تحدّثوا لنا عن أفكار وطموحات ومشروعات كثيرة كانت ما تزال في أذهان، يطمح بأن ترى النور قريباً.
منذ عصر الجمعة الماضي، وحتى صباح أمس، ظلّت الحركة نشطة داخل وفي محيط المركز العربي الطبي بعمان وقسم العناية الحثيثة، الكل حضر للاطمئنان على الجوهري، ولإظهار أكبر قدر من الالتفاف حول أسرته الصغيرة لمساعدتها في تحمل أعباء الصدمة وسط حالة ترقب وحزن.
الجوهري، يرحمه الله ويجعل الجنة مثواه، قامة كروية لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، بصماته واضحة وستبقى للأبد تضيء مسيرته التي ظلّت عبر أكثر من نصف قرن حافلة بالإنجازات التي أدخلته تاريخ الكرة العالمية من بابه الواسع.
اليوم نستذكر إنجازات الجوهري في ملاعبنا، ونستذكر رحلاتنا معه خارج الحدود وفي عديد المناسبات، نستذكره رمزاً من رموز كرتنا ورياضتنا.
إذ أقدّر للأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة واتحاد غرب آسيا نائب رئيس الاتحاد الدولي، ومواقفه اتجاه الجوهري وأسرته وهي مواقف تعبّر عن أصالة الأردنيين جميعاً، أدعو أسرة الكرة الأردنية وهي تودّع الجوهري، أدعوها لتكريمه واستذكار إنجازاته ومواصلة الطريق الذي كان، يرحمه الله، رسمه لتلاميذه في الدائرة الفنية باتحاد الكرة.
اتحاد الكرة مطالب باستحداث جائزة أو بطولة تحمل اسم الراحل الكبير "محمود الجوهري".
إذ نعزّي الأشقاء في مصر، نعزّي أنفسنا وأسرة الجوهري الصغيرة.
رحم الله محمود الجوهري (أبو أحمد) وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وذويه من بعده الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. ( السبيل )
