وإن لم تغب الشمس؟

يحكى بأن الإمام الشافعي كان يعطي الدروس في الجامع لعدد من تلامذته ومريديه، وكان في ذلك اليوم يمد رجليه أمامه، لأنه كان بهما ألم ، وبينما هو كذلك وإذا برجل مهيب الطلعة فخم الملابس ينظم الى التلاميذ في الجلوس حول الإمام، فلما رآه الشافعي ضم رجليه – رغم الألم- الى أن انتهى الدرس.
وعندما جاء وقت الأسئلة قال الرجل المهيب موجها كلامه للإمام:
- يا إمام من أي وقت لأي وقت الصيام؟
فقال الإمام:
- من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس.
فقال الرجل:
- وإن لم تغب الشمس ..ما عسانا نفعل؟
وحينما سمع الشافعي هذا السؤال الغبي ، مد رجليه ثانية وقال قولته المشهورة:
- آن للشافعي أن يمد رجليه.
عندما يرى المواطن هذه الممارسات الرعناء ، لا يجد بدا من مد رجليه ويديه وأنفه وكل شيء في وجه جهات لا تجيد شيئا غير الاهتمام بأناقتها الشخصية وبسياراتها الفخمة وامتيازاتها المذهلة في بلد يحتاج الى استخدام القرش على الوجهين .
رغم آلامنا وأوجاعنا كنا نجلس على اقدامنا بكل ثقلنا احتراما وهيبة متحملين ما لا تحتمله البشر طوال عقود.
سقط القناع.....
-لا فكر ولا من يفكرون
- لا ثقافة ولا من يتثقفون
- لا ادب ولا من يتأدبون
- لا سياسة ولا من يتسيسون
-لا اقتصاد ولا من يقتصدون
سقط القناع ولم نر غير عقول تعتقد أن ما يدور في رؤوسها هو افكار مهمة ، لكنها في الواقع كانت قمل الجهل......ظهر فجأة أمامنا ، فضحكنا على انفسنا لأننا نتحمل كل ذلك العذاب ولم نمدد اقدامنا من زمان.
ها هي أرجلنا تمتد ، ها نحن نستعيد معلمانيتنا عليهم.
ايها المواطن، ارفع رأسك ، فأنت في الأردن. ( الدستور )