استفـزازات طهـران

تعترف ايران رسمياً بوجود عسكري لها في سوريا، ولكنها تعتبره استشارياً للاستفادة من التجربة الإيرانية، وقبلها بيومين يُهدّد نائب إيراني بالتدخل عسكرياً في الكويت لحماية الشيعة هناك، وقبلها بيومين أيضاً تخرج التصريحات التي تعيد التأكيد على ان الجزر الإماراتية الثلاث في الخليج العربي هي إيرانية وستبقى إيرانية الى الأبد.
وبات التدخل الإيراني بتزويد الاسلحة والاستشارات والمعلومات لأطراف يمنية معروفاً، وليس هناك من داع لعدم الشكّ بتدخلات إيرانية سرية لا نعلمها في غير مكان من العالم العربي، فيبدو ان الامر اصبح سياسة مستقرة ومكرّسة قررتها طهران ومارستها علناً وسراً.
ايران استطاعت الحصول على قبول قطاع شعبي واسع في العالم العربي حين كانت ترسل الاسلحة الى حزب الله، وقُدّر لهذا ان يوجع الجيش الاسرائيلي، وبالضرورة فقد زاد ذلك القبول مع دعم حركة حماس بالمال والأسلحة، مما ساعد على تخفيف اثار الحصار، والرد على الاعتداءات الاسرائيلية.
تلك الصورة البيضاء تتحوّل الى السواد شيئاً فشيئاً، وستوصل الاستفزازات الإيرانية الى نقطة سيراها فيها كل الشارع العربي عدواً لا يهدف من مساعداته سوى التوسع والسيطرة، فلا يفرّق بين تصريحات رئيس الأركان الاسرائيلي وقائد الحرس الثوري الإيراني ما دامت الاثنتان تصبّان في الاتجاه نفسه. ( الدستور )