«البرلمان» القادم : تقديرات ونصائح

تم نشره الثلاثاء 18 أيلول / سبتمبر 2012 12:32 صباحاً
«البرلمان» القادم : تقديرات ونصائح
حسين الرواشدة

لا يمكن تصميم «خارطة» البرلمان القادم، فقد انتهى على ما يبدو الزمن الذي كان فيه «المجلس» يُصنع على يد هذا الطرف او ذاك، لكن هذا لا يمنع من التوقعات ولا من «التجهيز» للمرحلة القادمة، واعتقد ان ثمة ما يدور خلف الكواليس لتقدير أو ترتيب «المشهد» القادم، لا لضمان انتاج برلمان بمواصفات مقبولة، ولا لتأكيد نزاهة العملية التي تتولاها «الهيئة» وتصر عليها، وانما ايضا على الفراغ السياسي الذي تركه «الاسلاميون» وحلفاؤهم وبعض الحراكات الشعبية حين قرروا مقاطعة الانتخابات.

في هذا الاطار، يمكن رصد المحاولات التي تجرى لتشكيل «قوائم» انتخابية تجمع الاسلاميين المستقلين مع الوسطيين، وقوائم اخرى تضم اليساريين وثالثة تمثل الشخصيات ذات الثقل العشائري والمناطقي، كما يمكن رصد الحوارات التي تتم لاقناع البعض للترشيح، ودفع الآخرين الى التنسيق والاختيار، وبعث رسائل لاطراف معينة لتطمينهم على ان الدولة لن تتدخل في هذه الانتخابات..الخ.

لا احد يستطيع - بالطبع - ان يصادر حق الذين اثبتوا مقاطعتهم للانتخابات، مهما كانت مبرراتهم، ولكن لا يجوز ايضا ان تفهم المحاولات التي تجري لحث البعض على «الترشح» واقناعهم بالمشاركة في سياق «الانتهازية» السياسية، بمعنى ان الصراع على الصناديق سيكون موجهاً ضد «الاسلاميين» أو المقاطعين عموماً، هذه فكرة «غير بريئة» يجب ان لا تطرح، واذا طرحت فنتمنى ان لا تكون صحيحة، لأن حضور بعض الاحزاب والشخصيات السياسية في البرلمان القادم امر متوقع، لكن السؤال: هل يمكن لهؤلاء ان يسدوا «الفراغ» الذي تركه الآخرون؟.

بالطبع لا، لكن ذلك لا يعني ان المشاركة في الانتخابات مجرد «مناكفة» سياسية، كما ان مقاطعتها لا تعني - بالضرورة - مشاغبة او سباحة ضد التيار.

الرهان - هنا - سيكون على «حجم» هذه المشاركة وعلى «نوعيتها» ايضا، وحسب التقديرات الرسمية فان «نكهة» الحضور الاسلامي والسياسي ستكون «واضحة» والاهم ستكون مختلفة، بحيث تبعث برسالة في اتجاهين احدهما الى «الاخوان» ومفادها بأنكم لستم وحدكم في الميدان، والثانية للشارع ومفادها ان ثمة اتجاهات اسلامية يمكن ان تكون مقنعة ويمكن ان تقدم خطاباً جديداً معتدلاً ومؤثراً.

لا ادري، بالطبع، فيما اذا كانت هذه التقديرات ستكون صحيحة وواقعية، وفيما اذا كان «مقاطعي» الانتخابات سيجدون انفسهم امام «حالة» يصعب عليهم التعامل معها او اختراقها ومواجهتها، لكن من المؤكد ان المسألة لا تتعلق فقط «بالانتخابات» وافرازاتها وخرائطها مهما كانت مقبولة، وانما - ايضا - بالحالة العامة التي يمر بها بلدنا، اقصد المناخات السياسية والاوضاع الاقتصادية والمزاج العام المضطرب اصلا، وهنا اعتقد ان من واجب الذين يفكرون باعداد خريطة المجلس القادم ان يفكروا في هذه الاتجاهات، بدل اختزال المشهد في «الاسلامين» سواء المقاطعين او الراغبين في الترشح، فأزمتنا ليست أزمة اصوات وانتخابات وانما ازمة «مجتمع» يبحث عن بوصلة وعمن يطمئنه على ان القادم سيكون افضل؟.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات