مساء الورد

تم نشره الثلاثاء 25 أيلول / سبتمبر 2012 01:08 صباحاً
مساء الورد
د. رحيّل غرايبة

لقد جذب انتباهي برنامج بعنوان "مساء الورد" على قناة "رؤيا" الأردنية الذي تقدمه الكاتبة المعروفة الدكتورة "لانا مامكغ"، حيث قابلت الفنانة الأردنية الموهوبة "عبير عيسى" التي امتهنت التمثيل في سن مبكرة، واشتركت في عدة أعمال درامية أردنية وعربية، وقد أسهمت مع كوكبة من الفنانين الأردنيين في ايجاد فن أردني متميز بلون أردني خالص، ونكهة أردنية رائعة ومحببة.


 لقد وضعت الفنانة "عبير عيسى" اصبعها على الجرح، ولامست أوجاع الفن الأردني الذي يعاني ظروفاً صعبة وحرجة، تكاد تصل إلى مرحلة التغييب والتخلف عن مجاراة الأقطار العربية الشقيقة التي استطاعت أن تصنع بصمتها الفنية المميزة، واستطاعت تطوير الحركة الفنية فيها بنجاح، مع أنّ حركة الفنّ الأردني كانت واعدة ومبشرة فيما لو بقيت مستمرة في منحنى متصاعد منذ بداية السبعينات من القرن الماضي.


 منذ سنوات ونحن نسمع شكاوى الفنانين الأردنيين، ونسمع عن الانتكاسة التي تعرضت لها الحركة الفنية الأردنية، خاصة بعد حرب الخليج الأولى، ولم تقم لها قائمة منذ ذلك الوقت، ولكن لا نلمس أية جهود معتبرة من أية جهة رسمية أو غير رسمية من أجل معالجة الخلل، وإعادة الألق للفنّ الأردني بنجاح.


 لقد تمّت الإشارة في هذا البرنامج، إلى التقدير العربي في مصر وسورية لقدرات بعض الفنانين الأردنيين وملكاتهم الفنية، حيث تمّ اختيارهم في أعمال فنية كبيرة وكانت لهم أدوار عظيمة تستحق الإعجاب، مثل المشاركة في عمل (سقوط الخلافة)، وكذلك عمل (خالد بن الوليد)، حيث اضافت هذه الأعمال قيمة فنية كبيرة بإبراز بعض الحقائق التاريخية الموثقة التي يجب إظهارها والعناية بها أمام الأجيال القادمة.


 في هذا المجال، يجب الإشارة إلى ضرورة الارتفاع بمستوى الأداء الفنّي، والأعمال الدرامية في الأردن، وضرورة التعاون الوثيق بين القطاع العام والخاص، ولا بد من وقفة جادة يشترك فيها كل أصحاب الهم الوطني من أجل النهوض بالحركة الفنية الأردنية وتقديم المساعدة إلى الفنانين الأردنيين وإلى الأدباء والكتاب والمفكرين؛ من أجل المشاركة في إعادة بناء الحركة الفنية الأردنية، وفي هذا الشأن يجب أن يتحمل وزير الثقافة ووزير الإعلام والمؤسسات الإعلامية وعلى رأسها التلفزيون الأردني المسؤولية في وضع خطة عمل مدروسة يتم وضعها من خلال مشاركة فاعلة من كل الأطراف ذات العلاقة لإنجاح هذه المهمّة النبيلة.


 لا يمكن لثورات الشعوب العربية أن تكتمل وتحقق مرادها في إرساء دعائم الحرية، إلاّ إذا أسهمت الحركة الفنية والأدبية في إنجاح أهداف الثورة من خلال صياغة الوجدان الشعبي الذي يجب أن يتشبع بقيم الثورة على الظلم والفساد والاستبداد، من أجل الانعتاق من نير الخوف والجبن والذل والتخلف والعبودية؛ لأنّ الفن ثمرة مهمة من ثمرات التفاعل المجتمعي، ومؤشر حقيقي على مستوى التحضر والرقيّ الاجتماعي الذي يتمتع به الشعب، كما أنّه في الوقت ذاته يمثل أداة فاعلة في تحسين السلوك الاجتماعي ومعالجة مشاكله وتصحيح أخطائه عندما يكون مهدفاً وموجهاً وممنهجاً بطريقة تشاركية.
( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات