ارحموا عزيز قوم لم يذل بعد

لا تزال الحكومة تتعامل مع الانتخابات باعتبارها مهمتها الخاصة، أي أنها لم تتعايش بعد مع مهمة الهيئة المستقلة للانتخابات وهي الجهة الوحيدة المخولة بمتابعة العملية الانتخابية بما فيها تحديد المواعيد وباقي الاجراءات. وقد لفت الانتباه أن رئيس الوزراء تحدث عن الأمر باعتباره صاحب قرار وسبقته قبل أيام وزارة الداخلية.
لا داعي للاستغراب، فالأمر متعلق بسطوة العادة فقط، ومن المؤكد أن الرئيس أو وزير الداخلية أو أي وزير آخر، إذا ما نبهه أحد، سيبلع ريقه شاعراً بالحرج، وسيؤكد أنه لا يقصد التدخل في شؤون الهيئة، وسيتضح من كلامه أنه يتحدث "بالعشم"، وأنه يتمنى أن يؤخذ حديثه على أنه "كلمة خير" لا أكثر.
في الواقع علينا أن لا نبالغ في توقعاتنا، فالهيئة المستقلة تجربة جديدة، وربما تكون هي ذاتها لم "تتغلغل" في مهمتها لغاية الآن، أو أن مهمتها لم تتغلغل فيها. ثم أنه علينا أن نتعامل برأفة ولا "نتجبّر" في الجهات التي كانت تدير كل تفاصيل العملية الانتخابية في السابق، فيما الجميع يخطبون ودها.
لقد كانت جولات وزير الداخلية على مراكز التسجيل ثم التصويت والفرز تعتبر خبراً مهماً، وكان الصحفيون يتسابقون على سماع تصريحات الوزير والتقاط صوره ومتابعة رجفة شفاه ووجوم وجوه الموظفين أمامه، فقد كان هو المسؤول عن الناخبين والمرشحين والفائزين والراسبين، بل إنه عادة ما كان يعرف النتيجة قبل الانتخابات.
( العرب اليوم )