أمانة عمان تُغنّي للهموم الكثيرة
تم نشره الأربعاء 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 01:14 صباحاً

أحمد ابوخليل
مقابلة مؤلمة في محتواها، أجرتها "العرب اليوم" مع رئيس لجنة أمانة عمان الكبرى ونشرتها أمس، فقد قدم فيها جردة حساب سريعة لخمسة أعوام من قيادة فريق من "الغرباء" عن المدينة.
لم يكن وضع الأمانة، كما أوضح الرئيس بعض جوانبه، سراً فيما سبق، فقد كان مكشوفاً بالكامل للكثيرين بمن فيهم موظفون في مواقع عادية أو متدنية في الأمانة، لكن حلف "الغرباء" الذي قاد البلد ككل، كان حلفاً ممتازاً بحيث وفر التغطية اللازمة لمنتسبيه، ودافع دفاعاً غير مسبوق عن أوسع عملية هدم وتحطيم وتخريب. وفي ذهني الآن تصريحات إشادة عالية الجودة صدرت بحق الأمين السابق ومخططه الشمولي الذي نال جوائز عالمية، وكان يفترض أن يكون منذ سنوات قد ألغى الفوارق بين غرب عمان وشرقها كما قيل حرفياً، وتبرعت الأمانة بتزويد باقي المدن الأردنية الكبيرة بمثل هذا المخطط باعتباره قصة نجاح، وهو المخطط الذي يقول عنه رئيس اللجنة الحالي أنه "حطّم وخرّب الأمانة".
أنصح القارئ المهتم بالعودة إلى المقابلة وقراءتها بدقة فهناك كلام مهم وخطير. ولكن السؤال الأهم هو أين "نصرف" هذا الكلام الآن؟
عندما غادر الأمين السابق موقعه، جرى استبداله برئيس لجنة من المدرسة ذاتها، وقد ظل يدافع عن النهج السابق لعدة أشهر، ثم جرى بعدها اختيار رئيس جديد يقدم نفسه في المقابلة على أنه ابن المؤسسة و موظف قديم يعرف الخلل ومفاصله، و يفكر بمصلحة البلد وإزالة الخلل.
من الواضح أن الرجل يعرف الخلل فعلاً، وعلينا أن ننتبه أن الكلام جرى في مقابلة صحفية، وهذا يعني حكماً أن هناك الكثير مما لم يفصح عنه.
غير أن عمان تحتاج من رئيس اللجنة ومن اللجنة إذا كانت ترى ما يراه رئيسها، أكثر من الاعتراف، من المهم أن تتوثق القناعات الجديدة، أي تتحول إلى وثائق، وأن توضع بوضوح أمام مجالس الأمانة المقبلة، وقبل ذلك أن توضع وتوثق أمام الرأي العام. ذلك أن قناعة الرئيس الحالي لا تُلزم أحداً سواه، هذا إذا ألزمته فعلاً. ولغاية الآن لا يوجد ما يمنع من أن نجد أنفسنا أمام عملية تحطيم وتخريب أخرى يقوم بها مجلس مقبل وأمين مقبل، حينها لن يكون رئيس اللجنة الحالي قد قام بأكثر من امتصاص النقمة.
من بين الأسئلة التي وجهها الزملاء للرئيس، سؤال يتعلق بقيام الأمانة حالياً بإعداد أغنية بتكلفة 150 ألف دينار، وقد أقر الرئيس بوجود الأغنية، غير أنه قال أن تكلفتها 30 ألفاً فقط.
إذا لم يقم الرئيس إلى جانب خطواته المباشرة قصيرة المدى، بأخرى طويلة المدى تضمن حداً أدنى من الاطمئنان أو على الأقل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فإن الأغنية ستندرج حكماً في سياق قاعدة: إن كثرت همومك "غنيلها"، وفي هذه الحالة علينا أن ننتظر نصيبنا من الطرب.
( العرب اليوم )
لم يكن وضع الأمانة، كما أوضح الرئيس بعض جوانبه، سراً فيما سبق، فقد كان مكشوفاً بالكامل للكثيرين بمن فيهم موظفون في مواقع عادية أو متدنية في الأمانة، لكن حلف "الغرباء" الذي قاد البلد ككل، كان حلفاً ممتازاً بحيث وفر التغطية اللازمة لمنتسبيه، ودافع دفاعاً غير مسبوق عن أوسع عملية هدم وتحطيم وتخريب. وفي ذهني الآن تصريحات إشادة عالية الجودة صدرت بحق الأمين السابق ومخططه الشمولي الذي نال جوائز عالمية، وكان يفترض أن يكون منذ سنوات قد ألغى الفوارق بين غرب عمان وشرقها كما قيل حرفياً، وتبرعت الأمانة بتزويد باقي المدن الأردنية الكبيرة بمثل هذا المخطط باعتباره قصة نجاح، وهو المخطط الذي يقول عنه رئيس اللجنة الحالي أنه "حطّم وخرّب الأمانة".
أنصح القارئ المهتم بالعودة إلى المقابلة وقراءتها بدقة فهناك كلام مهم وخطير. ولكن السؤال الأهم هو أين "نصرف" هذا الكلام الآن؟
عندما غادر الأمين السابق موقعه، جرى استبداله برئيس لجنة من المدرسة ذاتها، وقد ظل يدافع عن النهج السابق لعدة أشهر، ثم جرى بعدها اختيار رئيس جديد يقدم نفسه في المقابلة على أنه ابن المؤسسة و موظف قديم يعرف الخلل ومفاصله، و يفكر بمصلحة البلد وإزالة الخلل.
من الواضح أن الرجل يعرف الخلل فعلاً، وعلينا أن ننتبه أن الكلام جرى في مقابلة صحفية، وهذا يعني حكماً أن هناك الكثير مما لم يفصح عنه.
غير أن عمان تحتاج من رئيس اللجنة ومن اللجنة إذا كانت ترى ما يراه رئيسها، أكثر من الاعتراف، من المهم أن تتوثق القناعات الجديدة، أي تتحول إلى وثائق، وأن توضع بوضوح أمام مجالس الأمانة المقبلة، وقبل ذلك أن توضع وتوثق أمام الرأي العام. ذلك أن قناعة الرئيس الحالي لا تُلزم أحداً سواه، هذا إذا ألزمته فعلاً. ولغاية الآن لا يوجد ما يمنع من أن نجد أنفسنا أمام عملية تحطيم وتخريب أخرى يقوم بها مجلس مقبل وأمين مقبل، حينها لن يكون رئيس اللجنة الحالي قد قام بأكثر من امتصاص النقمة.
من بين الأسئلة التي وجهها الزملاء للرئيس، سؤال يتعلق بقيام الأمانة حالياً بإعداد أغنية بتكلفة 150 ألف دينار، وقد أقر الرئيس بوجود الأغنية، غير أنه قال أن تكلفتها 30 ألفاً فقط.
إذا لم يقم الرئيس إلى جانب خطواته المباشرة قصيرة المدى، بأخرى طويلة المدى تضمن حداً أدنى من الاطمئنان أو على الأقل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، فإن الأغنية ستندرج حكماً في سياق قاعدة: إن كثرت همومك "غنيلها"، وفي هذه الحالة علينا أن ننتظر نصيبنا من الطرب.
( العرب اليوم )