الدقامسة عنوان الانفراج والعفو
حتى نستكمل حلقات الإفراج عن المعتقلين والمحكومين، والعفو الخاص، من كافة التيارات، علينا ألا ننسى أن خلف قضبان السجن يقبع بطل اردني منذ عام 1997 لم يفعل شيئا معيبا، وإنما دفعته حميته الوطنية، وثأره لشرفه العسكري، عندما حاولت صهيونيات تدنسيه، والاستهزاء به، فقتل سبعة منهن في عملية الباقورة، وهو يعاني منذ سنوات من أمراض مستعصية، كما أنه بحاجة إلى إجراء عملية مستعجلة في القلب.
استثناء الجندي احمد الدقامسة من أي عفو مثلبة في وجه أية قرارات تحاول أن تخفف الاحتقان، ويكون شكلها ناقصا. فتكفي سنوات السجن الطوال التي ضاعت من عمر الدقامسة، وهو لم يرتكب سوى بطولة تمنح لصاحبها الأوسمة، لا يكبل في السجون.
الدقامسة يعاني من أوضاع صحية صعبة للغاية، ولا يستطيع حتى خدمة نفسه، وتكفي 15 عاما في الزنازين، والحبس الانفرادي، والحرمان من الحرية والأهل والأسرة.
أسرة الدقامسة أتعبتها السنوات الطوال، وأرهقت الزيارات البعيدة والدته التي تقف صامدة مثل كل سنديانات الوطن، تدافع عن ابنها البطل في كل تظاهرة، وتحمل صورته بكل شرف، كما أن أطفاله كبروا وهم محرومون من طلة أبيهم، وها هو ابنه سيف الذي أنضجته الأيام يشارك في الاعتصامات ويطالب بالحرية لوالده.
أمس كان صوت المعارضة الأردنية عاليا، عندما طالبت بإلغاء معاهدة وادي عربة، ولم ينس الرافضون للتطبيع مع العدو الصهيوني، الذين ينظمون اعتصاما أسبوعيا، مقابل السفارة الإسرائيلية في عمان مناسبة إلا ويطالبون بالإفراج عن الدقامسة.
حتى وزير العدل الأسبق حسين مجلي اضطر وهو وزير إلى الانضمام لاعتصام نقابي أمام مقر وزارته يطالب بالإفراج عن الدقامسة.
الإفراج عن الدقامسة رسالة واضحة المعالم قد توجه للتعنت الإسرائيلي، والممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة ما يجرى في القدس، وما يجرى بحق المعتقلين في السجون الصهيونية.
العفو الخاص عن الجندي احمد الدقامسة سوف يخفف الهجوم على عملية الإصلاح المتعثرة في البلاد، ويسجل لصالح صانع القرار وانحيازه للوجدان الشعبي الذي يطالب منذ اليوم الأول لاعتقال الدقامسة بالإفراج عنه، لأن ما فعله يشرّف كل اردني وعربي، كما يشرّف كل المطالبين بحقوق الشعوب.
أن تستثني أجواء الانفراج العام في البلاد، والعفو الخاص هذه المرة الجندي الدقامسة، فهذا لن يرضي أحدا، والأهم أن العفو عنه سوف يغضب الإسرائيليين، وهذا ما نتمناه أيضاً.