من دفتر الحكمة

*
ما احوجنا اليوم الى الحكمة..
ما احوجنا ايضا الى صوت العقل ..والى صوت الاخلاق ..والى لغة(المحبة) الدافئة التي تحررت من جليد الحقد وبلاهة الشطارة .
ما احوجنا ايضا الى الانسان:قيمة ومعنى وحضورا وتكريما، صديقنا العزيز ابراهيم العسعس دخل الى بيت الحكمة(كهفها ان شئت) وبعث لي عقدا من شذراتها ،وانا استأذن القارئ الكريم في تقديم بعضها لتعميم الفائدة..اقصد تعميم اللغة الغائبة التي افتقدها عقلنا وخطابنا في هذا العصر.
** قديماً قال الفيلسوف : تكلم لأراك ... يقصد الفيلسوف أن الإنسان عندما يتكلم فإنه سيعبر عما في نفسه وعندها سنراه يعني سنفهمه تماماً ؛ سنعرف من هو ، ماذا يريد ، كيف يفكر ، ما هو هدفه ، ما هو مبدأه .. الخ ... طيب .. رائع ولكن هذا عندما يكون الإنسان صادقاً أو واضحاً أو يعي حقيقته! فإذا لم يكن كل ما سبق ، فكيف سنراه ؟!! في كثير من الأحيان أسمع أصواتاً لكن لا أرى أحداً.
**انتهى اليوم ، ودخل الليل ولا أحد يعلم إن كان سيدخل إلى يوم آخر أم لا .. لكن المرعب هنا _ وعليك استحضاره دوماً _ أنك بانقضاء اليوم انقضى جزء منك ، وأنك قربت من الآخرة .. فماذا في الجعبة يا ترى ؟ **أمر بالإخلاص ليكون ما ثَمَّ في قلبك إلا هو ... لم يأمرك به لتتعطل عن الإنجاز بحجة الإخلاص ... قالوا :» ترك العمل خوفاً من الرياء رياء « !! قد أكون قادراً على النقد ، وكشف مكان الداء ! ... أرجوك لا تقرن قبولك لملاحظتي بإلزامي تقديمَ الدواء ، فقد لا تكون صنعتي !!! **اذا قمتَ بالفرضِ فقد فعلْتَ ما يُحِبُّ ، فإذا تقرَّبتَ بالنَّافلةِ صِرْتَ ممَّنْ يُحبُّ .. وما قدَّرَ هذا إلا ليكون معك ، ومَن كان معهُ سخَّرَ لهُ الكلَّ .. ألم يَقُل سبحانه في الحديث القدسي :» وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، و لا يزالُ عبْدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبَّهُ ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ بهِ و بصرَهُ الذي يُبصرُ بهِ ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بها ورجلهُ التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه « .
**الأمر الوحيد الضروري لانتصار الشر هو ألا يفعل الرجال الصالحون شيئاً ! إدموند بيرك **ما دام هناك مرايا ، فلن أستطيع أن أمشي في الظل ، أو جانب الحيط فالمرايا ليست لضبط تسريحة الشعر فقط ، بل لتحديد مستوى احترامك لنفسك .
**إذا وُجدتْ أسباب وقوع الكوارث ، ومقدمات الفشل ... حصلت الكوارث ، وتحقق الفشل . وقد جرت سُنَّةُ الله على أنَّ تواجه هذه الأمور بالفهم ، والتخطيط لمنعها ، والتعامل معها .
والذين يتوقعون ردَّ الكوارث والفشل على طريقة : الله يستر ، أو اللهم وحِّد المسلمين ، وجنبهم الفتن ، واحقن دماءهم ، وحوالينا لا علينا إلى غير ذلك من المُسكِّنَات يمثلون مجالاً واسعاً لضحك السماوات والأرضين وال...
وحوش في البرية ، والحيتان في البحار ، والحشرات ، وغير ذلك من مخلوقات الله مما صغر أو كبر ، كل هؤلاء يحمدون الله أنهم رفضوا حمل الأمانة بعد أن رأوا مثالاً سيئاً عليها ، أعني جماعة : الله يستر ....
عندما حاصر نابليون مصر ، طلبت السلطة والمشايخ من المجاورين في الأزهر أن يقرؤوا صحيح البخاري لردِّ الهجمة !!! على أساس أن البخاري لما قُرِأ له ، يومها ضحكت الأقدار علينا ، يومها احتل نابليون مصر ولم تنفع قراءة البخاري ، ولم تنفع أدعية المسلمين ، بل ولا قراءة القرآن ، لأنه لا لهذا نزل ! **أعلن أعداء الإسلام رضاهم عن الإسلام ، من باب مجاراة الواقع ، لكنهم بعد ذلك صاروا يُفصلون الإسلام على مقاساتهم ! في المقابل فرح الإسلاميون بهذا الإعلان وعدُّوه نصراً ، وساعدوهم في التفصيل بتقديم المقصِّ والإبرة !!! **وكأن أتاتورك هو الذي حطَّمَ الخلافة !! لا أنه وضع يده على بناء آيلٍ للسقوط فسقط .. قانون سقوط الدول الضعيفة هو الذي أسقطها ...
شكرا للاستاذ ابراهيم العسعس فلعله اختصر علينا الكثير مما يفترض ان نقوله.
( الدستور )