أسطوانة الغاز على وشك الانفجار

تم نشره الأربعاء 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 01:41 صباحاً
أسطوانة الغاز على وشك الانفجار
اسامة الرنتيسي

صدق رئيس الوزراء فعلا، فهو لم يفاجىء الأردنيين بقرار رفع الأسعار، فقد تجول في شمال البلاد وشرقها، وشرح القرار، الذي سمع في كل مكان ذهب إليه، ومن كل الفعاليات التي اجتمع معها، تحذيرات من انفجار شعبي إذا أقدم على قرار رفع الأسعار.
خرج الرئيس على شاشة التلفزيون الاردني، ولم يمنح فرصة الغزل بالمذيعة في بداية كلامه مثلما فعل في المقابلة السابقة، وبدا عابسا بعض الشيء، وتظهر عليه علامات الغضب، وانه يريد ان يقول قولا لا يتمنى قوله، لكنه في النهاية أبلغ الجميع بقراره، ورفع الأسعار.
أول ما أنهى الرئيس مقابلته المتلفزة، اقترب من المصورين والفنيين في التلفزيون وسألهم مداعبا، "كيف أقنعتكم؟"، طبعا الإجابة كانت بالإيجاب، لكن الواقع على عكس ذلك تماما يا دولة الرئيس، لم يقتنع أحد، ولن يقتنع أحد.


أتمنى أن يكون لرئيس الوزراء صفحة على الفيسبوك، ويعرف شخصيا التعامل معها، حتى يعلم بالضبط حقيقة ردود الفعل على قراره، وأن يرى حجم الغضب والرفض والثورة التي تمور في عقول الشباب، بعد أن شاهدوا أن الفيسبوك قاد ثورات في بلدان أخرى.
أسعار صادمة، ونسب لا يمكن أن يصدقها عاقل، واسطوانة الغاز على وشك الانفجار، فسعرها تضاعف تقريبا، واكتشف الأردنيون أنهم منذ سنوات يعيشون عالة على دعم الحكومات، ولولا هذا الدعم، لما تدفأ أردني في ليلة شتاء باردة.


أسعار البنزين، تجاوزت كل الأرقام، وقفزت الأسعار عن باقي كل الدول، الصديقة والشقيقة، وكأن لا احد غيرنا يستخدم البنزين، ولا احد يمتلك سيارات، فهل من المعقول ان يدفع المواطن الأردني كامل ميزانية الدولة، ويصرف على فسادها أيضا.
واضح أيضا أن الحكومة لا تعرف حجم استخدام الديزل والكاز من قبل المواطن الأردني، كما لا تعرف حجم انعكاسات رفع هاتين المادتين على كل شيء في البلاد، حتى قبل أيام الرفع واستعدادا للقرار ارتفع سعر شاندويشة الفلافل من 35 قرشا إلى نصف دينار، ومثلما يقول الرئيس من غير ان يتأثر 70 % من الأردنيين.


فعلا، لم يتفاجأ المواطن الأردني بقرار رفع الأسعار، فقد حاولت أكثر من حكومة تمريره، وفي آخر مرة، سقطت الحكومة وجُمِّد القرار، وهذا ما هو متوقع أن يحدث للقرار الأخير.
لكن المواطن الأردني تفاجأ بحجم التغيير الذي أصاب الدكتور عبدالله النسور خلال أقل من شهر في عمر حكومته، فقد كان قبل رئاسة الحكومة شخصا آخر، بخطاب مختلف، ورؤية متقدمة، وحضور لافت ومؤثر، على عكس هذه الايام.

( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات