أحرض على إلغاء معاهدتي السلام

تم نشره الأربعاء 21st تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 09:02 مساءً
أحرض على إلغاء معاهدتي السلام
جهاد الخازن
 

أقترح أن تلغي مصر معاهدة السلام مع اسرائيل، وأن يتبعها الأردن، فهما إذا فعلا، سيجدان أن المعارضة الداخلية الصاخبة ستؤيدهما، ما يعطي كلاً من الرئيس محمد مرسي والملك عبدالله الثاني وقتاً إضافياً لحل المشاكل الاقتصادية في بلده، فهي في أساس حملات المعارضة ضد هذا وذاك.

عندما كانت هناك انتخابات رئاسية في مصر، كان القاسم المشترك الوحيد بين جميع المرشحين العداء لإسرائيل ورفض معاهدة السلام. والرفض هذا سياسة معلنة للإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية كافة في كل بلد عربي، لذلك فإلغاء الرئيس مرسي المعاهدة يعني أنه ينفذ سياسة الجماعة. (تعليق المعاهدتين وسحب السفراء في بيان مشترك مصري - أردني أضعف الإيمان).

في الأردن الإخوان المسلمون من أنشط فصائل المعارضة، وهم في الشارع وصوتهم عالٍ، وأتصور إعلان الملك إلغاء المعاهدة مع اسرائيل، ثم أتصور الإخوان الأردنيون ينقلبون 180 درجة ويقودون التأييد في الشارع لإلغاء المعاهدة.

لست مغامراً البتة، بل إن الحذر طبيعة ثانية عندي، وأنا أحرض على إلغاء معاهدتي السلام مع اسرائيل، ولا أرى قفزة في المجهول، وإنما أرى وضعاً مبرراً تماماً، ففي اسرائيل حكومة نازية جديدة تقتل الأطفال، والسلام معها مستحيل، ويستطيع رئيس مصر وملك الأردن أن يبررا الخطوة بالسياسة الاسرائيلية والعدوان الجديد على قطاع غزة.

طبعاً، معاهدتا السلام مع اسرائيل تعنيان مساعدات اميركية اقتصادية وعسكرية لمصر والأردن، إلا أن المساعدات لإسرائيل، وفيها ستة ملايين مهاجر ومحتل ومستوطن، أضعاف أضعاف ما يتلقى البلدان، وأهم من ذلك أن المساعدة لمصر، والمساعدة الأقل للأردن، يمكن تعويضها في يوم واحد من الدول العربية الثرية التي تتعرض بدورها لضغط الشارع المحلي. وهي إن فعلت فستلقم النظام الإيراني حجراً، فالقضية الفلسطينية مطيته للتدخل في شؤون الجار القريب والدول البعيدة.

أيّدتُ دائماً سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأسفتُ أنه لم يأتِ الى الحكم وعمره خمسون سنة أو ستون، ليصنع لبلاده معجزة حضارية. وهو إذا قاد الحملة لإلغاء معاهدتي السلام مع اسرائيل، سيصنع ذلك الإرث السياسي الهائل الذي يطلبه قادة الدول ويقصّرون عنه. وإذا شاركت قطر في رفض المعاهدتين، فالحملات المغرضة اللئيمة على الأمير ورئيس وزرائه حسداً وتقصيراً سترتد على أصحابها في يوم. أما المعارضة الكويتية فستكون مسيرتها التالية نحو قصر الأمير أو رئاسة الوزارة تأييداً لا معارضة، وقسْ على ذلك.

طبعاً يجب أن يكون «إخراج» الحملة لإلغاء المعاهدتين سليماً، والصدق منجاة، فكل ما على مصر والأردن أن يقولاه هو أن في اسرائيل حكومة عنصرية متطرفة يستحيل السلام معها، وهذا صحيح، وأن تركز المجموعة العربية على حصار غزة والاستيطان وتشريد سكان القدس وسرقة بيوتهم حتى أصبح المسجد الأقصى في خطر السقوط بأيدي أعداء الله وعباده.

إذا شربت الحكومات العربية مرة «حليب السِباع»، فأنا واثق من أن الإدارة الاميركية ستحتج وتعارض، وترسل المبعوثين طلباً لتغيير الموقف العربي. بل إنها قد تهدد. غير أنني أصر، بالموضوعية الممكنة، على أن الموقف المعلن هذا لن يكون الموقف الحقيقي، فالرئيس باراك اوباما يناسبه جداً، لأسبابه الشخصية والوطنية، سقوط نتانياهو واليمين الاسرائيلي، ومجيء حكومة وسطية يمكن عقد سلام معها.

بنيامين نتانياهو يعتقد أنه اقتنص فرصة سانحة للهجوم على قطاع غزة وقتل أسَر بكاملها وبعض الأطفال مع الكبار لتعزيز موقعه في حملة انتخابات الكنيست. إلا أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يوفر فرصة أكبر للدول العربية لإلغاء المعاهدتين، ومصالحة شعوبها في موضوع لا يختلف عليه عربيان أو مسلمان.

إذا بدأت مصر والأردن باتفاق مع السعودية وتنسيق، فالدول العربية الأخرى ستتبعهما، وسيصبح الحكم العربي والشعب العربي واحداً للمرة الأولى على ما تعيه الذاكرة.

( الحياة اللندنية ) 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات