الانتخابات إذا كثرت نزاهتها «خِرْبت»

بصراحة بصراحة، "ما بتِحْلى" الانتخابات على المستوى الشعبي إلا مع بعض التزوير: "تَزْريق" ناخب محل ناخب آخر، أو الانتخاب مرتين، أو مغافلة رئيس لجنة، أو عملية ضحك على ناخب درويش وجعله يصوّت لغير مرشحه، وغير ذلك من قصص تنتشر على شكل حكايا بعد الفرز كنوع من الفكاهة السياسية الشعبية.
بصراحة أيضاً، هناك مبالغة عند الأطراف التي كلفت نفسها بمهمة مراقبة نزاهة الانتخابات، بل إن أحد هذه الأطراف طالب أمس بتحديد نسبة نترات الفضة في الحبر الذي سوف يستخدم لتغميس أصبع الناخب به! بالنسبة لي هذا هو "حد علمي" أن الحبر يحتوي على نترات فضة. هذا نوع من "التّفاطين" على النزاهة.
صحيح أننا نريد انتخابات نزيهة، لكن ليس بالضرورة أن تكون "نزيهة كثير"، إن مقداراً من التزوير "بالمفرّق" لا يضر، أما ما هو مرفوض فهو التزوير "بالجملة". كيف تريدونها عرساً وطنياً من دون اي غلطة؟ لا يخلو أي عرس، وطنياً كان أم خائناً، من "نهفات" تأتي على شكل: بطاقتك ظلت بجيبتي، الحق على نسيبك الذي تكفل بدعوتك، مغافلة المضيفين وتناول صحنين من الكنافة، ومن دون ذلك لا يكون عرساً.
دعوني اكون أكثر صراحة، في كل الانتخابات السابقة فإن ما كان "يحمّيها" ويرفع نسب التسحيل والاقتراع هو النشاطات الانتخابية التي تصنف عند المتعصبين للنزاهة ضمن التزوير. من فضلكم اتركوا لنا قدراً من التزوير لكي نتمكن من اتمام هذه الانتخابات .
( العرب اليوم )