عندما يفقد الأردنيون "الطمأنينة"

اجتهد مطبخ "العرب اليوم" القانوني في تقديم مادة قانونية تفتح على سؤال محوري عن مدى قانونية قرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية والدعم المالي المقدم للمواطنين، ويقدم اليوم ورقتين مهمتين لرفع درجة الوعي حول قانونية القرار.
كما ينشغل المطبخ الاقتصادي حاليا، والمكون من خيرة الخبراء الاقتصاديين ورجال الاعمال، لتقديم ورقة اقتصادية متكاملة توضع بين يدي صانع القرار، للاستئناس بآراء أخرى غير التي تقدم من قناة واحدة وهي الحكومة واذرعها الرسمية.
ما يحرك "العرب اليوم" بهذا الاتجاه، هو الشعور الوطني الذي يجب ان يقدم بدائل معقولة ومقبولة قبل أن تصل الامور فعليا الى الاصطدام بالحيط، نتيجة السياسات الاقتصادية المجربة، والقرارات المرتبكة.
تنص الفقرة الثالثة من المادة السادسة من الدستور الاردني "تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها، وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع الأردنيين."
لا نريد أن نحاسب الحكومة على قضية العمل والتعليم، فنحن نعرف إمكانات الدولة جيدا، لكننا لن نتنازل عن قضية الطمأنينة، وأتحدى أي مسؤول حكومي أن ينفي أن عدم الطمأنينة قد تسرب الى عقول وقلوب الأردنيين، واصبح الخوف من المستقبل، وضبابية المرحلة تسيطر على مخيلة الجميع.
لاحظوا كيف عطّل القرار الحكومي برفع اسعار المحروقات الحديث الرسمي والشعبي عن الإصلاح السياسي، وضرورة المضي فيه من دون إبطاء، حيث اصبح كلاما في الهواء، وللترف العام، ولا يسد رمق جائع واحد، إذا لم يرافق ذلك حديث فعلي على أرض الواقع لإصلاح الأوضاع المعيشية للمواطنين.
لن تشتري الفئات الشعبية الفقيرة، والمعدمة، كل أسطوانات الإصلاح السياسي الشامل، على أهمية ذلك، بأي ثمن، لأن التوافق على أفضل قانون للانتخاب، وإجراء انتخابات بكل معايير النزاهة، ليس أولوية لإنسان همّه الأول والأخير تأمين لقمة العيش لأطفاله، أو شراء علبة دواء لتخفيف حرارة ابنه المريض، لأنه لا يمكن أن تطلب من إنسان يعيش في ضنك شديد أن يحلم بالديمقراطية والإصلاح السياسي، وأن عليه أن يصفق لأية نجاحات قد تحدث في هذا المضمار.
في دوائر الحكومة وكواليسها، ومع قدوم فريق صندوق النكد والبنك الدوليين، معلومات عن وجبة رفع لأسعار الكهرباء، بعد قرار رفع أسعار المحروقات، ما يعني ضربتين في الرأس، لا تؤلمان فقط، بل تحطمان الشعور بالأمان والطمأنينة التي نص عليهما الدستور، فهل تقترف الحكومة مصيبة اخرى، وبعد ذلك تشكك في نوايا الحراك الشعبي .
( العرب اليوم )