كيف تُقرأ الموازنة؟

تم نشره الخميس 29 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 01:09 صباحاً
كيف تُقرأ الموازنة؟
د. فهد الفانك

 حتى خبراء صندوق النقد الدولي اختلط عليهم الأمر، فقد وجدوا في بيانات وزارة المالية فروقات تحتاج للتفسير، وفي المقدمة ارتفاع المديونية بأكثر من حجم العجز في الموازنة، مما يعني أن العجز الحقيقي يجب أن يكون أكبر مما تعكسه ارقام الموازنة العامة. يعود السبب في ذلك إلى أمرين: أولهما أن وزارة المالية وبعض المؤسسات الحكومية ذات الموازنات المستقلة تؤجل دفع نفقات مستحقه لعدم توفر السيولة، وثانيهما أن دعم الكهرباء الذي يصل إلى 7ر1 مليار دينار هذه السنة ليس واردأً ضمن النفقات المتكررة المذكورة في الموازنة العامة. دعم الكهرباء الناشئ عن ارتفاع الكلفة لانقطاع الغاز المصري وعدم دقة تعرفة بيع الكهرباء، تظهر تحت اسم خسائر في شركة الكهرباء الوطنية، وهي لجميع الأغراض العملية مؤسسة حكومية، وبدلاً من أن تدفعها وزارة المالية إلى الشركة تطلب منها أن تمول خسائرها بقروض مصرفية بكفالة وزارة المالية. بذلك تظهر خسائر الشركة المغطاة بقروض مصرفية ضمن الدين العام لأنها تمت بموجب كفالات حكومية، ولكنها لا تظهر ضمن النفقات الجارية في الموازنة المركزية، وبالتالي يظهر العجز بأقل من الواقع. إذا أراد المسؤول أو المحلل أن يفهم الوضع المالي للدولة فإن أرقام الموازنة العامة لا تساعده في ذلك، ولا بد من النظر في موازنة القطاع العام، أي الحكومة المركزية وجميع المؤسسات الحكومية المستقلة وفي مقدمتها شركة الكهرباء الوطنية. في هذه الحالة فإن العجز الحقيقي ينطبق تماماً على الزيادة في المديونية، وعلى سبيل المثال فقد كان عجز الموازنة خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة 1341 مليون دينار، وعجز المؤسسات الحكومية المستقلة 977 مليون دينار، أي أن عجز القطاع العام بلغ 2318 مليون دينار، اضيفت إلى المديونية. لو استمر هذا الوضع حتى نهاية السنة بنفس المعدل فإن العجز الكلي سيبلغ 5ر3 مليار دينار تشكل أكثر من 15% من الناتج المحلي الإجمالي أي ثلاثة أمثال النسبة المستهدفة. هذا العجز المنتظر يناهز العجز الذين تحقق في اليونان مما أدى بها إلى الأزمة والرضوح للشروط القاسية، ومن هنا يأتي قول رئيس الحكومة بأن السكوت على هذا الوضع والسماح له بالاستمرار وتأجيل القرارات الصعبة يرقى إلى مستوى الجريمة بحق الوطن.

( الراي )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات